يستعد الأكاديمي السعودي المعروف، حمد بن جروان، الذي يعد من أشهر محاربي مرض السرطان في المملكة، للظهور أمام جمهور كبير من المتعاطفين معه والمعجبين بشعره، في تحدٍ جديد للمرض وبأول إطلالة له هذا العام.
وللشاب جمهور كبير في المملكة وخارجها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، سواء بصفته ملهما لكثيرين في مقاومة المرض، أو لكونه شاعرا له الكثير من القصائد التي تجد معجبين كثرا أيضاً.
ويستضيف بودكاست "جزل"، وهو برنامج حواري جديد يمكن الاستماع له وحتى مشاهدته عبر تطبيقات البودكاست، في الجزء الجديد منه، والمرتقب خلال الفترة القصيرة المقبلة، بن جروان بصفته شاعراً لا مريضاً.
ولم يكشف سلطان الهميلي، مقدم البرنامج الذي اعتاد استضافة الشعراء، عن ضيفه المقبل، لكن عددا من المعجبين بشعر بن جروان أشاروا لمشاركة شاعرهم في البرنامج، وسط تأكيد بن جروان الذي يتمسك بطموحه ويحرص على العيش حياةً طبيعية قدر المستطاع.
وسيكون الظهور الجديد لبن جروان هو الأحدث له أمام الجمهور خلال العام الجاري، ما سيتيح لكثير من المتعاطفين معه الاطلاع على أحدث تطور في حالته الصحية فيما لو تطرق لها، كما هو متوقع.
واعتاد بن جروان كتابة الشعر ونشره في حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، ليصف فيه مرضه ومعاناته معه، وطرق مقاومته، وتفاصيل أخرى من حياته وآرائه، وهو نهج قديم عند العرب في الجزيرة العربية، ما جعل الشعر العربي القديم مرجعاً تاريخياً كبيراً.
وأعاد بن جروان نشر ظهور سابق له في مبنى الأورام بمشفى الملك فيصل التخصصي الذي يتلقى فيه العلاج، وفيه يلقي قصيدة له تصف مرضه، وتبدأ ببيت "من أسباب ورم الراس يامكثر الطيحات/يزيد الألم وأتعب ويغمى علي وأطيح".
وبدأت قصة بن جروان مع المرض قبل نحو 15 عاماً، فمع نهاية دراسته بالمرحلة الجامعية في تخصص الرياضيات بدولة تايلند، وقبل تخرجه، اكتشف إصابته بالسرطان في الأنسجة والأعصاب، ثم انتقل المرض إلى الحبل الشوكي.
ومنذ ذلك الحين، بدأت رحلة العلاج مع السرطان، وسط تفاؤل كبير يبديه الشاب بالشفاء التام، ما جلب له متعاطفين وداعمين كثرا، قبل أن يتحول لأحد الملهمين في مقاومة ذلك المرض ويصدر مؤلفا حول تجربته تلك، تحت عنوان "أنا والسرطان.. ألم وأمل".
وخضع بن جروان عند إصابته بالمرض أول مرة للعلاج الكيميائي والإشعاعي والعمليات مدة عام ونصف العام في المستشفى، ما اضطره يومها لتأجيل دراسته في مرحلة البكالوريوس، قبل أن يواصل دراسته رغم معاناته مع تطورات المرض.
وبعد تخرجه بتخصص الرياضيات، طلب التدريس في محافظة القريات، في أقصى شمال غرب السعودية، ليكون قريباً من الأردن المجاورة، حيث أكمل هناك دراسته على حسابه الخاص في جامعة اليرموك، مع سفره لبلاده كل شهر لتلقي جرعات العلاج الكيماوي.
وبعد ثلاث سنوات من تلك التجربة، حصل على الماجستير في الرياضيات تخصص قياس وتقويم، ليسافر إلى ماليزيا ويدرس الدكتوراه في إحدى جامعاتها، ويحصل عليها بالفعل.