أزمة لجوء جديدة تضرب بلجيكا.. نساء وأطفال ينامون في العراء والحكومة تماطل

أزمة لجوء جديدة تضرب بلجيكا.. نساء وأطفال ينامون في العراء والحكومة تماطل

أسفر إعلان 12 ولاية ألمانية إغلاق أبوابها أمام اللاجئين كما كان متوقعا، وكذلك فوبيا اليمين المتطرف في السويد من المهاجرين، إلى خلق أزمة لجوء في باقي الدول الأوروبية مثل هولندا وبلجيكا والنمسا.

وسجلت بلجيكا أزمة لجوء كبيرة بمستويات قياسية، بعد وصول الآلاف من طالبي اللجوء الذين فضلوا هذا البلد هروباً من إغلاق الأبواب في وجوههم في الدول الأخرى، واكتظاظ بعضها الآخر بالمهاجرين.

وكشفت المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في بلجيكا، أن 22 ألفا و627 شخصا تقدموا بطلبات لجوء منذ بداية العام الجاري، محذرة من تفاقم الأزمة في الأيام المقبلة، نتيجة عدم توفر أماكن لهذه الأعداد الكبيرة وتلك المتوقع قدومها.

انهيار السد التركي

وقال يوسف قويقة، وهو متطوع لمساعدة اللاجئين في بلجيكا، لـ "إرم نيوز"، إن "هذه الأعداد الهائلة من المهاجرين بدأت بالتوافد بعد سياسة تركيا الجديدة الرامية لإعادة اللاجئين إلى بلدهم الأم، فما كان من هذه الأفواج البشرية إلا التحرك نحو أوروبا".

ويقوم يوسف برفقة مجموعة من المتطوعين بجمع الأغطية والملابس للمهاجرين الذين يفترشون الأرصفة والشوارع في المدن البلجيكية، ويقدمونها لهم بالمجان محاولين إغاثتهم.

وأضاف يوسف: "الوضع في بلجيكا متأزم جداً، ويكاد يتجاوز أزمة عام 2015، فمنذ بداية الموجة الأخيرة أقرت الحكومة أنها عاجزة عن تأمين سكن للمهاجرين العُزَّاب، وأنها ستوفره للعائلات والقاصرين".

بروكسل متقاعسة

ويؤكد يوسف أن الحكومة البلجيكية لم تقم بأي إجراءات لاستيعاب هذه الأعداد، رغم تحذيرات المفوضية الأوروبية والتقارير الأممية.

وتابع: "لم يتم إعداد خطة واضحة لزيادة أماكن استقبال اللاجئين، الأمر الذي أثار شكوكنا بأن هذا الأمر متعمّد وهو توجّه حكومي لإبعاد أنظار اللاجئين عن بلجيكا".

واستطرد "الأزمة تتفاقم يوماً بعد يوم، ومن المحتمل أن نشهد كارثة قريباً، ففي بداية الأمر أظهرت الحكومة عجزها في تأمين سكن للعُزَّاب، ثم انتقلنا إلى مرحلة عدم وجود سكن للقاصرين، والنتيجة اليوم أن عشرات القاصرين ينامون في العراء".

وأوضح "لا يحصل طالب اللجوء اليوم في بلجيكا على أي دعم لوجستي، فقط يقبل طلب لجوئه ويرمى في الشارع، ونحن على أبواب الشتاء الذي عادة ما يكون قاسياً في بلجيكا".

ودعا قويقة المنظمات الدولية للتحرك بسرعة، وتفادي الكارثة الكبيرة التي من الممكن أن تحصل جراء بقاء الأطفال والنساء في الشوارع دون طعام وكساء.

وذكر "هؤلاء ضحايا حرب، وهم بحاجة إلى تحرك عاجل، وبعضهم استغرق شهراً كاملاً في البحار والغابات حتى وصل إلى بلجيكا، ومن حقهم إيجاد أسرة ينامون عليها".

ازدواجية المعايير

وحسب إحصائيات المفوضية الأوروبية، حلت الجنسية السورية في المرتبة الثانية بعد الجنسية الأفغانية، في حين حلت الجنسية الفلسطينية في المرتبة الثالثة من حيث عدد طالبي اللجوء في بلجيكا خلال عام 2022.

ووجهت عدد من وسائل الإعلام والمنظمات الدولية انتقادات لاذعة للحكومة البلجيكة، واتهمتها بازدواجية المعايير في التعامل مع اللاجئين، ففي الوقت الذي سارعت فيه لتقديم حلول واستثناءات للقادمين من أوكرانيا، مارست نوعاً من الإهمال والمماطلة تجاه اللاجئين من البلدان الأخرى.

وعن الأسباب التي تدفع اللاجئين العرب للقدوم إلى بلجيكا، قال قويقة: "رغم أن الميزات التي تقدمها بلجيكا لا تقارن بميزات ألمانيا وهولندا، إلا أنها تمتاز بسرعة معالجة ملفات اللاجئين، وتسريع قرارت لمّ الشّمل الخاصة بهم".

وختم قويقة حديثه بالقول: "هناك العديد من قصص النجاح للاجئين الذي قدموا إلى بلجيكا، والغالبية العظمى منهم انخرطوا في الجامعات وفي سوق العمل، ومعظمهم توقفوا عن تلقي المساعدات من الدولة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com