حلّة فريدة لمدينة جدة بعد هدم أحيائها العشوائية

تعمل معدات هدم كبيرة، على إزالة المباني في حيين عشوائيين بمدينة جدة العريقة في السعودية، لتخلو عروس البحر الأحمر من الأحياء العشوائية التي نشأت طوال العقود الماضية.

وعند الانتهاء من الهدم الكامل للحيين، والمقرر خلال الأيام القليلة المقبلة، فإن 32 حياً عشوائياً سيكون قد تم هدمها بالكامل، لتظهر المدينة الكبيرة بحلة جديدة وفريدة يترقبها سكانها بعد أن ارتبط اسمها بالعشوائيات.

وتم إخلاء جميع منازل حيي "أم السلم" و "كيلو 14"، قبل أن تبدأ عمليات الهدم يوم السبت الماضي، وهو إجراء رافق هدم 30 حيا عشوائيا آخر، وتضمن تعويض ملاك منازل وتوفير سكن بديل لآخرين والنظر بطلبات إسكان لشريحة ثالثة من السكان.

وأظهرت صورة جوية للمدينة نشرتها أمانة جدة، مساحات واسعة خالية من الأبنية في وسط المدينة بعد هدم الأحياء العشوائية.

ولا يزال في المدينة 32 حيا عشوائيا آخر ، لكن أمانة جدة قررت إبقائها لوجود القدرة على تنظيمها وتسهيل فتح الطرقات وإيصال الخدمات لمنازلها.

ويترقب سكان المدينة الحلة الجديدة لمدينتهم بعد انتهاء أعمال الهدم بشكل كامل، والبدء بعمليات التنظيم في الأحياء العشوائية المتبقية في خطة حكومية يتم تنفيذها بجدية.

وقالت سارة الشريف، وهي معلمة مدرسة متقاعدة، وقد عاصرت توسع كثير من الأحياء العشوائية في مدينتها، إن جدة تغيرت بشكل كبير في غضون أشهر، واختفت كثير من الأحياء العشوائية بالفعل وباتت أرضاً خالية من البناء في مشهد لم تعتد عليه بعد.

وأضافت الشريف لـ "إرم نيوز"، أن مدينتها مقبلة على تطوير كبير في الفترة المقبلة، وستصبح وجهة مفضلة للزيارة و قضاء أوقات ممتعة بعد شكاوى كثيرة في السنوات الماضية من سكانها وزائريها بسبب الازدحام والأحياء العشوائية.

وتزامنت خطة هدم 32 حيا عشوائيا وتنظيم 32 حيا عشوائيا آخر في جدة، مع تحويل مكتب إدارة مشاريع محافظة جدة إلى هيئة باسم (هيئة تطوير محافظة جدة)، وسيكون لها مجلس إدارة برئاسة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وتعمل هيئات تطوير المحافظات التي أنشأتها المملكة في السنوات القليلة الماضية، بشكل مستقل عن الهيكل الإداري الذي تتبع له تلك المحافظات والمدن، حيث تقوم بإعداد استراتيجيات تطوير يشرف عليها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي يترأسه ولي العهد.

وتهدف تلك الهيئات إلى تطوير المحافظات في المجالات العمرانية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والتاريخية، وإدارة البيئة وحمايتها، وتوفير احتياجاته من المرافق العامة والخدمات ونحو ذلك، والارتقاء بها.

وأسهمت تلك الهيئات لحد الآن في تطوير العديد من محافظات المملكة التي باتت وجهات نشطة للاستثمارات والسياحة، مثل هيئة تطوير بوابة الدرعية.

ويعود تاريخ مدينة جدة المطلة على البحر الأحمر في غرب المملكة، لا سيما القسم التاريخي منها، إلى القرن الثالث قبل الميلاد، حيث أصبحت مركزاً لصيد السمك، قبل أن يبني فيها الخليفة الراشدي عثمان بن عفان ميناء بحرياً حولها لهدف دائم للتجار والحجاج القادمين لمكة القريبة والمهاجرين.

وأصبحت جدة فيما بعد إحدى أكبر مدن المملكة وأكثرها ازدحاماً، قبل أن تكتسب المدينة الساحلية زخماً محلياً وعالمياً كبيراً في العام 1970، عندما بنت السعودية بدلاً من مينائها البسيط، ميناء جدة الإسلامي الأكبر في المملكة.