بعد تزيين نافورة مقر الاتحاد الأفريقي به.. هذه قصة الزليج المغربي
تزّينت القاعة الكبيرة للعرض في مقر الاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية، بنافورة تقليدية مصنوعة من الزليج المغربي الأصيل.
ودُشنت هذه النافورة التقليدية المغربية، عشية افتتاح أشغال قمة الاتحاد الأفريقي السابعة والثلاثين، من طرف وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقي محمد.
وتتميز هذه النافورة، المنتصبة أمام قاعة نيلسون مانديلا الكبرى، بأنها تتضمن مجموعات من فنون العمارة التراثية المغربية ورموز الصناعة التقليدية المغربية، وعلى رأسها الزليج بكل أشكاله وألوانه.
وتعد صناعة الزليج من الأشكال الفنية الأكثر تعبيرًا عن أصالة المعمار المغربي، لكونه يعتمد على مواد أولية بسيطة وآليات بدائية، وغالبًا ما ترتبط هذه الصناعة بأماكن ولحظات وفترات تروي إرث الصناعة التقليدية في المغرب الذي يعود إلى عدة قرون.
ويقول أستاذ التاريخ والآثار بجامعة محمد بن عبد الله، منير أقصبي، إن "الزليج استعمل بكثافة في العمارة المغربية منذ القرن الـ14 الميلادي فترة العهد المريني (سلالة حكمت المغرب)؛ خصوصًا في الجوامع والمدارس والقصور والمنازل والزوايا وغيرها".
وأبرز أقصبي في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "أقدم شواهده الأثرية في المغرب تعود إلى القرن الـ12 الميلادي بمسجد القصبة في مراكش"، وهو المسجد التاريخي الذي شيَّده يعقوب بن منصور الموَحِّدي ما بين سنتي 1185و1190.
وأوضح الخبير في الآثار والتراث المعماري، أن "تقنيات ومهارات هذا الفن الزخرفي تطورت، وكثرت أوراش صناعته على العهد العلوي، في مدينة فاس بشكل خاص، حيث كان يوجد أكبر حي لصناعة قطع الزليج يطلق عليه اسم الفَخّارين".
وأضاف المتحدث ذاته، أن صناعة الزليج يتم توارثها في المغرب من جيل لآخر، إذ يوجد شرق فاس منطقة صناعية متخصصة في صناعة الزليج، وتضم أكثر من مائة ورشة يشتغل بها معلمون وحرفيون ومتعلمون اكتسبوا خبرة كبيرة في هذه الصناعة، ويعملون أيضًا على إبداع أشكال جديدة".
وسجل أستاذ التاريخ والآثار، منير أقصبي، أن "أغلب تشكيلات الزليج هندسية، والبعض منها نباتية وكاليغرافية، وألوانه التقليدية هي: الأزرق الفاتح والبني والأصفر والأخضر والأسود"، مشيرًا إلى أن "مرحلة تركيب قطع الزليج من أعقد مراحل صناعته وتحتاج إلى قدرات ومهارات خاصة".
