مسلسل ولاد بديعة الذي يعرض خلال شهر رمضان
مسلسل ولاد بديعة الذي يعرض خلال شهر رمضانمتداولة

مشاهد "فاضحة".. لماذا بعض أعمال الدراما السورية لا تناسب العائلة؟

توصف بعض أعمال الدراما السورية التي تُشاهَد في شهر رمضان بأنها لا تُناسب العائلة؛ بسبب مشاهد يعتبرها البعض بـ "الفاضحة"، وتركز على الملاهي وتكرس الجريمة والعنف.

والحقيقة أن تلك الآراء مُحقّة في جزء كبير منها، خاصةً عندما تتم المقارنة بين بعض أعمال هذا الموسم، وما كان يُعرَض سابقاً من أمثال مسلسل الفصول الأربعة، الذي يعالج قضايا اجتماعية بأسلوب راقٍ، ويحمل في ثناياه قيماً مهمة يتم تعزيزها من خلال الدراما. 

أخبار ذات صلة
رمضان في "بروناي".. حقائق "مفاجئة"عن الصوم والسلطان (صور)

الانتقادات طالت أعمالاً من مثل "الصديقات القطط" (تأليف أحمد السيد وإخراج محمد زهير رجب) الذي تقوم قصته بالأساس حول فرقة استعراضية راقصة وتحوُّل بعض أعضاء الفرقة إما إلى صاحبات ملاهٍ ليلية، أو نقلن أخلاقيات الملهى إلى بيوتهن بزواجهن من رجال أغنياء واستغلال أموالهم، أو اعتمادهن على علاقات مشبوهة تؤمن لهن حياة بمستوى راقٍ، وغير ذلك.

كما أن هناك من يرى أن مسلسل "ولاد بديعة" (تأليف علي وجيه ويامن الحجلي، وإخراج رشا شربتجي) في محاولته لمعالجة قضية مجهولي النسب أمثال شخصيات "ياسين وشاهين وسكر"، فإنه يغرق في المنطق الذي أدى إلى هذه الظاهرة، وينغمس في صراعات مبررة على صعيد الحكاية، لكن عرضها أمام العائلة غير مقبول، لما فيه من مبالغة في تصوير أخلاقيات أولاد الشارع بالمعنى السلبي للكلمة.

ويضاف إلى ذلك تجميل القبح، فتصبح المرأة الفاجرة أخت الرجال، والرجل العنيف قدوة، إلى جانب التأكيد على لغة الشارع وجعلها محببة على فم الممثلين، بمعنى أن هناك تعزيزا للفساد اللغوي إن صح التعبير. 

وهناك بعض الأعمال التي تجعل من الجريمة تحصيلا حاصلا، وكأنها منجاة من الخلل الاجتماعي الحاصل، كما شاهدنا في "أغمض عينيك" و"نقطة انتهى"، إضافة إلى أنه يتم تصوير العنف باعتباره رد فعل طبيعي على صعوبات الحياة وتخلخل بوصلتها الأخلاقية، وذلك مرَّ في أكثر من عمل، ليصبح العنيف هو البطل، وليِّن القلب هو المُخطئ في هذا الزمن العاطل.    

مجتمع تخلى عن قيمه؟

بعض النقاد يرى أن الدراما هي ابنة مجتمعها، فعندما كانت سوريا بخير فإن الدراما أيضاً كانت مفعمة بالجَمال والبهاء والأخلاق العالية، بينما الآن فإن المسلسلات السورية تعكس مجتمعاً مفككاً، تخلَّى عن معظم قيم العقد الاجتماعي التقليدية، وتفشت فيه الرذيلة والموبقات والسرقات واللا عدالة.

لكن في الوقت ذاته يعتقد كثير من النقاد أنه كان بالإمكان معالجة تلك القضايا من دون التركيز بشكل مباشر على مشاهد الفجور الاجتماعي، ومستتبعاته من الفساد الأخلاقي، بمعنى تغيير أساليب القول الدرامي، والانتصار لقيم الخير من دون إبراز بشاعة الجانب المُضاد، ولا حتى التركيز على الضرورات التي تبيح المحظورات.

طبعاً لا يعني ذلك أن يتجه صناع الدراما لجعلها تربوية محضة، وناصعة من دون عرض الشوائب التي يتلطَّخ بها المجتمع، لكن الانتباه إلى الكيفية الفنية التي تتم من خلالها معالجة المواضيع المختلفة، وإن كان ولا بد من الخوض في طين الواقع فلا ينبغي أن يتلطَّخ المشاهدون به. 

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com