مصر.. هل يُنقذ مرض "الذهان" المتهم بقتل سلمى بهجت من "حبل المشنقة"؟

مصر.. هل يُنقذ مرض "الذهان" المتهم بقتل سلمى بهجت من "حبل المشنقة"؟

ترددت في مصر بعض التساؤلات خلال الأيام الأخيرة حول إمكانية إفلات الشاب إسلام محمد، المتهم بقتل سلمى بهجت، المعروفة إعلامياً بـ"فتاة الشرقية"، من حكم الإعدام بسبب إصابته بمرض "الذهان".

وتقدم دفاع المتهم بتقرير جديد خلال ثالث جلسات المحاكمة معتمد من استشاري طب نفسي؛ يفيد بأن "موكله يعاني من مرض الذهان".

والتمس دفاع المتهم من هيئة المحكمة عرض المتهم على مستشفى الأمراض النفسية والعصبية في العباسية والاستشاري النفسي، وعلى اللجنة العليا للطب النفسي الشرعي وخبراء مستشفى الصحة النفسية لمناقشة تلك التقارير وإعادة فحص المتهم وإبداء الرأي الصحيح.

المحامي المصري سيد سلامة، دفاع أسرة المجني عليها سلمى بهجت، قال إن "ما طالب به دفاع المتهم (إعادة العرض على لجنة عليا للطب النفسي) وجهة نظر، لكن كلامه غير سليم، والمحكمة أكدت ذلك في حكمها بإحالتها أوراق الجاني إلى المفتي، ومن المتوقع أن يعقب ذلك الحكم بالإعدام".

وأضاف سلامة، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن "كل شيء يؤكد ارتكاب الشاب إسلام محمد للجريمة، من مراسلات على تطبيقات التواصل الاجتماعي وغيرها، بالإضافة إلى اعترافه، وشهادة الشهود، وتحريات الأجهزة الأمنية".

ولفت إلى أن "دفاع المتهم لم يشكك في أدلة الثبوت أو التحريات أو الاعترافات، رغم أن القاضي طلب منه ذلك، لكنه كان لديه إصرار على مسألة المرض، وأن التقرير به خطأ، وينفي تهمة القتل العمد ويُريد تحويلها إلى ضرب أفضى إلى موت".

وتابع: "محامي الجاني كان كل ترتيبه أن الطب النفسي كان سيثبت أن الشاب مريض نفسي، على اعتبار أن أحد المستشفيات سبق أن قدّم تقريراً أنه مريض نفسي، لكن التقرير الذي قدم إلى المحكمة من الصحة النفسية أكد سلامة القوى العقلية للمتهم".

وقال إن "الطبيب المعالج لم يحضر في المحكمة، والأعراض الذهانية التي قيل إن الشاب يعاني منها لم تكن موجودة في توقيت ارتكابه للجريمة، والدليل على أنه سليم، ومدرك لكل شيء، أنه كان يرتب لقتل المجني عليها في آخر أيام الامتحانات لكنها كانت بصحبة والدها، حتى خطط بعد ذلك مع صديقتها لرؤيتها حتى أقنعتها بالنزول للتدريب في إحدى الجرائد".

وواصل: "صديقة الضحية تحدثت معه للحضور في يوم ارتكاب الجريمة"، لكنه نفى علم صديقة سلمى بهجت أن الجاني كان يرتب لقتلها، مؤكداً:"بحثنا لضمها كمتهمة لكن لم نجد أي دليل يُدينها".

وذكر أنه "في قضية الطالبة نيرة أشرف طالب دفاع المتهم محمد عادل بعرضه على الطب النفسي والمحكمة رفضت ذلك تماماً، وقرار المحكمة في مثل هذه القضايا برفض عرض المتهمين للطب النفسي لا يعيب الحكم".

وأوضح أن "المحكمة إذا وجدت أن المتهم متزن ويتحدث بعقلانية واتزان وأسلوب حياته طبيعي ترفض عرضه على الطب النفسي لعدم تضييع الوقت".

وتابع: "ومن حق المحكمة رفض طلب عرض المتهم على الطب النفسي، وتعلق على سبب عدم استجابتها للطلب بأنها تستند  للتقرير الأولي أو المبدئي للطب النفسي، وما لديها من أوراق وأدلة تدل على أن حالته النفسية جيدة".

وبين أن "المتهم بقتل سلمى بهجت تحدث بطريقة تدل على سلامة قواه العقلية والنفسية"، مشيراً إلى أنه "ليس من الطبيعي استجابة المحكمة لكل كلمة تقال، وعرض المتهم على الطب النفسي حال كان حديثه مشوشا وغير طبيعي، وحينما يغير حديثه أكثر من مرة، وهذا غير موجود في حالة إسلام محمد".

وعن شهادة أحد الأطباء بأن المتهم مصاب بمرض "الذهان"، قال سلامة إنه "أمر وارد وذلك لكون أعراض  الذهان غير ثابتة تظهر في أوقات وتختفي في أخرى، لكن مستشفى الأمراض النفسية بالعباسية قال في تقريره: إن وقت ارتكاب الجريمة، الجاني كان مدركا تماماً لأفعاله وتصرفاته فهو إذا مسؤول عن كل ما فعله، بجانب أنه اعترف أمام النيابة والمحكمة أنه سليم، وأنه كان يعتزم ارتكاب الجريمة ورتب لذلك".

وعن وجود وعد من المجني عليها للمتهم بقبول زواجه منها، رد المحامي المصري بأن " الضحية والجاني كانت تجمعهما صداقة أثناء الذهاب للجامعة والعودة منها، المسافة، لكن سلمي لما وجدت أنه شاذ بمعنى أنه يميل للانحراف ويصل للشيطنة، ابتعدت عنه ورفضت الارتباط به".

وحول الرجوع قانونياً على أسرة المتهم، قال: إنه "للأسف المسؤولية المدنية تكون شخصية، لذا لا يمكن الرجوع على أهليته، إلّا حال تعديل القانون، وهذا ما طالبت به لضم والده الجاني للقضية، ويُسأل عن أفعال ابنه، لكن حالياً بمجرد تنفيذ حكم الإعدام لا يمكن طلب تعويض أو خلافه".

وكانت محكمة الجنايات في مصر قد قررت إحالة أوراق الشاب إسلام محمد، المتهم بقتل سلمى بهجت، إلى مفتي الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه.

وطعن دفاع المتهم في مرافعته على التقرير الوارد من مصلحة الطب النفسي الشرعي في العباسية، لعدم استناد التقرير، والذي أورد أن المتهم مسؤول عن أفعاله قبل ووقت ارتكاب الجريمة، على سبب فني بل نموذج يقول فيه مستشفى الصحة النفسية إن المتهم سليم البنية ويتحدث بحرية وينتهي إلى المسؤولية.

وأشار إلى أن "التقرير يناقش أي مقولة للطبيب الذي أدلى بشهادته خلال الجلسة الماضية والذي ذكر أن حالة المتهم مصابة بمرض (الذهان) وكذلك تقرير المستشفى الذي أودع به المتهم عام 2019".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com