المدارس المغربية تطوي صفحة الإضراب.. والكرة بملعب الوزارة

عاد الإيقاع العادي للمدارس المغربية، اليوم الإثنين، بعدما قرر الأساتذة تعليق إضراباتهم التي استمرت أزيد من ثلاثة أشهر؛ احتجاجا على "النظام الأساسي" الجديد، وهو الإطار المؤسساتي المحدد للقواعد القانونية والتنظيمية المتعلقة بقطاع التعليم عموما.

وأعلنت "تنسيقيات" الأساتذة والمعلمين تعليق كافة الأشكال الاحتجاجية، بما فيها الخطوات المعلن عنها بخصوص يومي الجمعة والسبت 12 و13 يناير الجاري؛ من أجل إنقاذ الموسم الدراسي، و"تغليبا لمصلحة المتعلمين والمتعلمات الفضلى"، و"إتاحة الفرصة لتوفير مناخ إيجابي، يضمن عودة الحياة للفصول الدراسية".

ونبهت هذه التنسيقيات، إلى أن كل تجاهل لقرار تعليق الإضراب، وما يتصل به من مطالب سينتج عنه لا محالة "عودة لتجسيد برنامج نضالي جديد".

الكرة في ملعب الوزارة

وأكد عضو تنسيقية الأساتذة حاملي الشهادات، عبدالوهاب السحيمي، أن هذا توقف جزئي وتعليق مؤقت للإضراب، جاء بعد أكثر من 3 أشهر من الإضراب، وهو ما أخذ من الأساتذة المحتجين جهدا كبيرا، وكان لا بد من تجديد النفس للاستمرار في النضالات.

وقال السحيمي في تصريح لـ"إرم نيوز": "يمكن العودة في أقرب وقت للاحتجاج والإضراب، خصوصا إذا استمرت الوزارة في لامبالاتها وعدم تعاطيها الجدي وغير المسؤول مع مطالب الأساتذة".

وشدد المتحدث ذاته، أن "الكرة في ملعب الوزارة الوصية للحفاظ على السير العادي للدراسة، من خلال سحب التوقيفات في حق الأستاذات والأساتذة في أقرب وقت دون قيود أو شروط، واسترجاع كل المبالغ المقتطعة بسبب إضراب الأساتذة، مع الاستجابة الشاملة والعادلة لمطالب المشتغلين بقطاع التعليم".

سنة بيضاء

من جهته، يرى رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلامذة بالمغرب، نور الدين العكوري، أن عودة الأساتذة لفصولهم الدراسية أمر محسوم، إذ أصبحت السنة الدراسية قصيرة جدا، وإذا استمرت الإضرابات لفترة أخرى سينذر الأمر بالدخول في سنة بيضاء، وهو الأمر الذي يخشاه الجميع أن يتحقق لأنه ليس في مصلحة الجميع.

وأبرز العكوري في حديثه لـ"إرم نيوز"، أنه "كان لا بد من أن يفكر الأساتذة في العودة إلى فصولهم الدراسية للمساهمة في استرجاع زمن التعلم الذي ضاع للتلامذة خلال هذه الإضرابات".

وأوضح ذات المصدر، أن هناك اشتغالا على استرجاع زمن التعليم لفائدة التلامذة، وكانت مديرية المناهج بوزارة التربية أصدرت وثيقة تتضمن مجموعة من الصيغ البيداغوجية تمكن الأستاذ من زمن التعلم الذي ضاع للتلاميذ في جميع الأسلاك.