الذكاء الاصطناعي يضع عالما روسيا خلف القضبان

تصدَّرت قضية عالم الهيدرولوجيا (علم المياه الجوفية) ألكسندر تسفيتكوف عناوين الأخبار في روسيا منذ أشهر، وبعد حملات طالبت بالإفراج عنه، وبعد تدخل الرئيس فلاديمير بوتين نفسه، تم إطلاق سراحه في وقت سابق من هذا الشهر، رغم عدم إسقاط التهم الموجهة إليه بعد.

وتقول الصحف الروسية إن ألكسندر تسفيتكوف هو أحد ضحايا التطور التكنولوجي، إذ تم اعتقاله في فبراير 2023، بعد أن أكد نظام الذكاء الاصطناعي في المطار أن وجهه مطابق بنسبة 55% لوجه قاتل نفذ بضع جرائم قبل 20 عامًا.

وفي التفاصيل، قبضت السلطات على ألكسندر في مطار مراسنويارسك، بعد أن تم التعرف عليه بأنه مجرم متسلسل نفذ جرائم فظيعة برفقة شريك تم القبض عليه مسبقًا.

وادعى المحققون أن ألكسندر وشريكه نفذا جريمَتَي قتل وجريمة سرقة بموسكو في أغسطس 2002؛ في الحادثة الأولى قتلا رجلًا تشاجرا معه بعد جدال في إحدى الحانات، أما الثانية فكانت سرقة امرأة تبلغ من العمر 64 عامًا، وقتل والدتها التي تبلغ 90 عامًا.

وخلال التحقيقات، اعترف الشريك بارتكاب جريمتَي القتل، إلا أن شهادته تضمنت بعض المعلومات التي بدت "غريبة" إذ ادَّعى أن زميله المفترض الكسندر كان بلا مؤى في موسكو وأنه كان يشرب الكحول ويدخن نصف علبة سجائر يوميًّا، لكن في الحقيقية أكدت عائلة الضحية أنه لم يكن دون مأوى على الإطلاق، كما إنه لم يشرب الخمر ولم يدخن سيجارة في حياته بسبب مشاكل في الرئة.

ورغم أن زملاء ألكسندر في العمل أكدوا أنه كان برفقتهم على بعد مئات الكيلومترات من المكان الذي وقعت فيه جريمتي القتل، فإن السلطات لم تأخذ شهاداتهم في عين الاعتبار.

وتؤكد مصادر أن السلطات أجبرت عالم الهيدرولوجيا على كتابة اعتراف بالجريمة إلا أنه تراجع عنه فيما بعد، وقضى الأشهر العشرة الأخيرة خلف القضبان، بينما حاولت عائلته يائسة إخراجه.

ووفقًا لعدة مصادر إخبارية، فإن الأدلة التي تبرئ ألكسندر من قضية القتل كثيرة، إلا أن السلطات الروسية تضع ثقة كبيرة في برامج الذكاء الاصطناعي؛ التي رأت أن مظهر عالم الهيدرولوجيا مطابق لمواصفات القاتل المطلوب بنسبة 55%، وهو ما يبدو كافيًا لتبرير سجنه.