اعتقال 100 شخص في أكبر عملية احتيال بنكي ببريطانيا

ألقت السلطات البريطانية القبض على أكثر من 100 شخص في أكبر عملية احتيال بنكي على الإطلاق في البلاد.

وأسقطت الشرطة موقعًا إلكترونيًا وصفته بأنه "متجر انتحال" يستخدمه المجرمون لسرقة عشرات الملايين من الجنيهات الإسترلينية عبر مكالمات هاتفية مصرفية مزيفة.

وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن التقديرات تشير إلى أنه تم استهداف أكثر من 200 ألف ضحية محتملة عبر موقع "iSpoof" للاحتيال الإلكتروني، والذي تم حذفه الأسبوع الجاري من قبل وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية في "سكوتلاند يارد" بمساعدة السلطات الأمريكية والأوكرانية.

وقال تقرير الصحيفة، إنه في إحدى المراحل، تم الاتصال بما يقرب من 20 شخصًا كل دقيقة في اليوم من قبل المحتالين المختبئين وراء هويات مزيفة تم إنشاؤها باستخدام الموقع المذكور، حيث تشير التقديرات إلى أن المجرمين ربما سرقوا ما يقرب من 50 مليون جنيه إسترليني.

وأضافت الصحيفة البريطانية، أنه من المرجح أن يكون المبلغ الفعلي أعلى، حيث لا يتم الإبلاغ عن الاحتيال في كثير من الأحيان.

وأشارت إلى أنه تم خداع أحد الضحايا بمبلغ 3 ملايين جنيه إسترليني، بينما كان متوسط المبلغ المسروق 10 آلاف جنيه إسترليني.

وبحسب التقديرات أيضا، أوضحت الصحيفة أن أولئك الذين يديرون متجر الاحتيال حققوا نحو 3.2 مليون جنيه إسترليني على مدى 20 شهرًا، ودفع المحتالون اشتراكًا في موقع "iSpoof" لاستخدام التكنولوجيا التي تسمح لهم بالظهور كما لو كانوا يتصلون بضحايا من البنوك مثل "باركليز" و"نات ويست" و"هاليفاكس".

وأوردت "ديلي ميل" في تقريرها، أن غالبية الضحايا (نحو 40%) كانوا في الولايات المتحدة، تليها بريطانيا (نحو 35%) كما تم استهداف العديد في أستراليا ودول أوروبية أخرى، حيث تخطط شرطة العاصمة لإرسال رسائل نصية جماعية إلى أكثر من 70 ألف ضحية اليوم وغدًا تطلب منهم الاتصال للإدلاء بشهادتهم.

وقالت إن "المتهم البريطاني المدبر وراء الموقع الإلكتروني يدعى تيجاي فليتشر، وهو من شرق العاصمة لندن"، موضحة أنه تم اتهامه بالاحتيال وأنه قيد الاحتجاز الآن بعد اعتقاله في وقت سابق من الشهر الجاري، مشيرة إلى أنه سيمثل أمام محكمة "ساوثوارك كراون" في 6 ديسمبر المقبل.

وفي مقطع فيديو للإعلان عن الموقع الاحتيالي على تطبيق المراسلة المشفر، "تليغرام"، وصفت خدمة "iSpoof" نفسها بأنها "خدمة الانتحال الأولى"، وقالت الخدمة "تم صنع iSpoof بواسطة المخادعين.. للمخادعين".

وقالت لـ"ديلي ميل" في تقريرها، إن "iSpoof تفتخر بأن تقنية الاحتيال الخاصة بها تعمل على نظامي تشغيل أندرويد وiOS، حيث أعلنت أنه يمكن للمستخدمين المحتملين الاشتراك مجانًا والدفع شهريًا بعملة البيتكوين للبقاء مجهولين تمامًا".

وفي قناة "تليغرام" الخاصة بمسؤولي ومستخدمي "iSpoof"، طُلب من المشتركين تغيير الرقم الأخير عند التظاهر بأنهم متصلون عن بُعد من أحد البنوك، وتم إنشاء موقع "iSpoof" الاحتيالي في ديسمبر 2020.

وبدأت شرطة العاصمة التحقيق في قضية "iSpoof" في يونيو من العام الماضي، والعمل مع وكالات إنفاذ القانون الدولية، بما في ذلك مكتب التحقيق الفيدرالي (إف. بي. آي) وهيئات أخرى في هولندا وأوكرانيا، لإغلاق الموقع.

واخترق المحققون موقع الويب الذي يضم 59 ألف مستخدم، واكتشفوا 70 مليون صف من البيانات وسجلات البيتكوين، مما سمح لهم بالبدء في تعقب المشتبه بهم، ونظرًا لأن مجموعة المشتبه بهم كبيرة جدًا، فإن التحقيق يركز في البداية على مستخدمي بريطانيا، وأولئك الذين أنفقوا ما لا يقل عن 100 بيتكوين لاستخدام الموقع.

وقالت ديت سوبت هيلين رانس، المسؤولة عن مكافحة الجرائم الإلكترونية في شرطة العاصمة "من خلال إزالة iSpoof، منعنا المزيد من الجرائم وأوقفنا المحتالين الذين يستهدفون ضحايا في المستقبل".

وأضافت "رسالتنا إلى المجرمين الذين استخدموا هذا الموقع هي أن لدينا التفاصيل الخاصة بك ونعمل بجد لتحديد موقعك، بغض النظر عن مكان تواجدك".

وبدوره، قال مفوض شرطة العاصمة، مارك رولي "من خلال سحب الأدوات والأنظمة التي مكّنت المحتالين من خداع الأبرياء على نطاق واسع، تُظهر هذه العملية كيف أننا مصممون على استهداف الأفراد الفاسدين العازمين على استغلال الأشخاص الضعفاء في كثير من الأحيان".