دراسة: ضوضاء حركة المرور تعيق نمو الطيور الصغيرة

توصلت دراسة حديثة إلى أن الضوضاء الناجمة عن حركة المرور تعيق نمو وتكاثر الطيور الصغيرة، حتى أثناء وجودها داخل البيضة، بحسب ما ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، اليوم الخميس.

ونقلت الصحيفة عن المؤلفة المشاركة للدراسة، الدكتورة ميلين مارييت، قولها: "للصوت تأثير أقوى بكثير وأكثر مباشرة على نمو الطيور مما كنا نعرفه من قبل".

وأشارت الدكتور مارييت، وهي خبيرة اتصالات الطيور في جامعة ديكين في أستراليا، إلى أنه "سيكون من الحكمة العمل أكثر للحد من التلوث الضوضائي".

وقام فريق مارييت بشكل روتيني بتعريض بيض عصفور الحمار الوحشي لمدة 5 أيام لتسجيلات ضوضاء المرور في المدينة، وفعلوا ذات الشيء مع الكتاكيت حديثي الولادة، وذلك لمدة 4 ساعات في الليلة لمدة تصل إلى 13 ليلة، دون تعريض آباء الطيور للأصوات.

ولاحظ الفريق البحثي، بحسب الصحيفة، أن بيض الطيور كان أقل عرضة للفقس بنسبة 20% تقريبًا إذا تعرض لضوضاء المرور، بينما كانت الكتاكيت التي تفقس أصغر بنسبة 10%، وأخف بنسبة 15% تقريبًا من الصغار الآخرين.

وظهر للفريق بعدما أجرى تحليلات على خلايا الدم الحمراء و"التيلوميرات"، وهي جزئية من الحمض النووي تقصر مع التوتر والعمر، كانت أكثر تآكلًا وأقصر لتلك الطيور التي تعرضت للضوضاء من نظيراتها.

ووجدت الدراسة، التي نشرتها مجلة "Science"، أن التأثيرات على الكتاكيت، التي تعرضت للضوضاء، استمرت وانتقلت إلى سن الإنجاب بعد 4 سنوات، إذ أنتجت الطيور التي انزعجت من الضوضاء خلال المراحل الأولى من حياتها أقل من نصف عدد النسل مثل نظرائها.

وقال روبرت دولي، خبير سمع الحيوانات من جامعة ماريلاند في الولايات المتحدة، إن نتائج "الدراسة تثير شبح التأثيرات الواسعة والسلبية والدائمة للضوضاء على التنمية".

وبين الدكتور دولي، الذي لم يشارك في الدراسة وفقًا للصحيفة، أن "نفترض أن الطيور الصغيرة جدًا، خاصة في البيضة، لديها حساسية ضعيفة جدًا أو لا حساسية لها تجاه الصوت".

بينما رجح هانز سلابيكورن، أستاذ البيئة الصوتية والسلوك في جامعة ليدن في هولندا، والذي لم يشارك في الدراسة أيضًا، أن تكون التغييرات في سلوك الوالدين، مثل كيفية حضورهم إلى أعشاشهم أكثر، قد تجنبت أو عوضت الآثار السلبية للضوضاء على الكتاكيت".

وحذر من الطبيعة التراكمية لتلك الآثار السلبية، "خاصة عندما تكون الظروف الصاخبة متكررة أو مستمرة بالفعل، كما هو الحال مع الطيور التي تعيش في الأحياء الصاخبة، بالقرب من المطارات، أو الطرق السريعة المزدحمة".

وأشار سلابيكورن إلى أن بحثًا أعده وجد أيضًا أن الطيور في المطارات تتعرض لمستويات ضوضاء عالية لدرجة أنها قد تكون صماء جزئيًا.