قاد حريق شقة في بروكسل العاصمة البلجيكية عام 2020، إلى اكتشاف مختبر سري يحوّل الكوكايين السائل إلى مسحوق، ليتم فيما بعد الكشف عن أكبر شبكة معقدة تضم 125 متورطًا من 15 جنسية مختلفة، لتهريب المخدرات في أوروبا.
وقالت صحيفة "لوموند" الفرنسية، إن الزوجين المقيمين في الشقة كانا بمثابة حلقة وصل حاسمة بين مزارع الكوكايين في أمريكا الجنوبية والسوق الأوروبية المزدهرة التي تهيمن عليها الجماعات الإجرامية الألبانية.
وأوضحت الصحيفة، أن تحقيقًا مكثفًا أجرته الشرطة الفيدرالية البلجيكية لمدة عامين كشف عن وجود صلات للشبكة بآخرين في أمريكا اللاتينية والمغرب وهولندا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا والسويد.
وتشمل محاكمة الشبكة التي بدأت أمس 18 ديسمبر/ كانون الأول، عددًا غير مسبوق من المتهمين يبلغ 125 متهمًا، يمثلون أدوارًا مختلفة في تجارة المخدرات.
وبحسب الصحيفة، كشفت القضية عن شبكة إجرامية معقدة متورطة بتهريب المخدرات والاختطاف والابتزاز وغسل الأموال والاتجار بالأسلحة، مشيرة إلى أن القاضي جوليان موينيل المعروف بأسلوبه العدواني، يتولى المحاكمة التي من المتوقع أن تستمر لمدة تصل إلى خمسة أشهر.
وكان مفتاح التحقيق هو المحادثات التي تم فك تشفيرها من تطبيقات "EncroChat وSky ECC"، والتي كشفت عن ثروة من المعلومات التي أدت إلى اختراقات كبيرة، إذ يقدم ملف القضية المؤلف من 328 صندوقًا ويبلغ إجمالي صفحاته أكثر من 1.5 مليون صفحة، لمحة نادرة عن العمليات التي تتم خلف الكواليس في سوق الكوكايين، ما يُظهر جهدًا تعاونيًا لاستيراد المخدرات ومعالجتها وتوزيعها في جميع أنحاء أوروبا.
وامتدت العمليات الإجرامية إلى الممارسات الفاسدة التي شملت المحامين وضباط الشرطة، وكذلك برز ميناء أنتويرب كنقطة محورية حيث يتم تهريب كميات كبيرة من الكوكايين.
وكشف التحقيق عن قيمة إجمالية مذهلة تبلغ 179 مليون يورو من الأصول المصادرة، مع وصول ممارسات الفساد إلى مختلف القطاعات.
المصدر: صحيفة "لوموند" الفرنسية