محمد رشدي (اليمين)، عبدالحليم حافظ (اليسار)
محمد رشدي (اليمين)، عبدالحليم حافظ (اليسار)متداولة

في ذكرى رحيله.. هل تعرض محمد رشدي لـ"حرب خفية" من عبد الحليم حافظ؟

"كنت أقف على كوبري (الملك الصالح) بحي المنيل ورأيت عبد الحليم حافظ بالصدفة في سيارته متجهًا إلى حي المعادي، فنزلت دموعي بسبب ما تعرضت له على يديه". تشكل هذه العبارة الواردة في لقاء تلفزيوني قديم أجراه المطرب محمد رشدي مفتاحًا لفهم ما تردّد بقوة وأيدته شهادات أطراف عدة عن "حرب خفية" شنها "العندليب الأسمر" عليه في مراحل مختلفة من حياته.

امتلك رشدي، الذي تحل اليوم 2 مايو ذكرى رحيله في 2005 عن عمر ناهز 77 عاما، متأثرا بإصابته بفشل كلوي، صوتا عبقريًا يجمع بين القوة ذات الرنين والجرس الخاص من ناحية، وبين العذوبة الصافية والدفء القادم من أعماق الريف حيث براح الحقول والأفق المفتوح من ناحية أخرى.

ومنذ خطواته الأولى في خمسينيات القرن الماضي حقق نجاحًا استثنائيًا وتربّع سريعًا على عرش الأغنية الشعبية في مصر، وحظي بألقاب عديدة منها "ملك الموال الشعبي" وحققت أغنياته مثل "ع الرملة" و" طاير يا هوى" و"عدوية" و "تحت الشجر يا وهيبة " انتشارًا ومبيعات شكلت تهديدًا جديًا لعبد الحليم الذي بدأ ينظر، بحسب كثيرين، بتوجس للشاب الصاعد بقوة.

رشدي أشار في لقاءات تلفزيونية عديدة إلى استخدام "حليم" لنفوذه لدى مدير الإذاعة المصرية لوقف بث أغنيته "حسن المغنواتي" لمجرد أنّ مطلعها يقول "وأنا كل ما أقول التوبة يا بوى ترميني المقادير/ ونعيمة تقول بحبه يابوي / وأبوها يقول فقير"، وهو ما اعتبره "حليم" بمثابة تشويشًا على أغنيته الشهيرة "التوبة" والتي يقول مطلعها "وأنا كل ما أقول التوبة يابوى ترميني المقادير/ وحشاني عيونه السودا يا بوي/ ومدوبني الحنين يا عين"، علمًا بأنّ عبارة "وأنا كل ما أقول التوبة يا بوى ترميني المقادير" مأخوذة من الفولكلور الشعبي ومن المشروع توظيفها غنائيًا كما حدث مع ليلى مراد. وحين عاتب بعضهم مدير الإذاعة على قراره بوقف بث أغنية رشدي طرح عليهم سؤالا دالا وموجزًا: من يمكن الاستغناء عنه إذاعيًا، حليم أم رشدي؟.

وسُئل رشدي ذات يوم عن "طبيعة المنافسة" بينه وبين عبد الحليم، فقال: "هذه المنافسة خدمته أكثر مما خدمتني فهو الذي كان (يقتفي) من نجاح محمد عبد الوهاب ومن نجاحي، فبعدما غنيت (أدهم الشرقاوي) غناها عبدالحليم بصوته ثم أخذ مجموعة من الشعبيات كانت معدة سلفاً لي وغناها".

وروى عبد الرحمن الأبنودي أنه لم يحب أغنيته "التوبة" حين غناها عبد الحليم، لأنه كان يحمل "غلا" بداخله بسبب نجاح محمد رشدي في اللون الشعبي، ويؤكد أنه أحبها أكثر حين غنتها ماجدة الرومي، مشيرا إلى أنّ رشدي كان أقرب إليه من بقية المطربين، لأنه فلاح من الأرياف وقادم مثله من بيئة فقيرة.

ويؤكد طارق، نجل محمد رشدي، في العديد من لقاءاته الإعلامية، أنّ والده أحس بالقهر بسبب سطو عبد الحليم على أهم شاعر وملحن لديه وهما عبد الرحيم الأبنودي وبليغ حمدي. ويروي طارق أنّ والدته أخبرته أنها استيقظت ذات يوم في ساعة مبكرة من الصباح فوجدت رشدي يقف في ركن مظلم من صالون البيت وهو "يكلم نفسه" بسبب تخلي الأبنودي وبليغ عنه لصالح "حليم".

ويدافع الأبنودي عن نفسه نافيًا هذا الاتهام بحسب ما جاء في كتاب "بليغ ..سلطان الألحان" للمؤرخ الفني أيمن الحكيم، قائلا: "لست أنا الذي يخون ويبيع. كنت أبعد رؤية ولم يكن باستطاعتي تجاهل مطرب في حجم عبد الحليم كسيّد للغناء العربي في تلك المرحلة، لمجرد أنني نجحت مع رشدي بأغان مثل (وهيبة) و(عدوية)".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com