الانتقام من المنحرف النرجسي.. فكرة جيدة أم سيئة؟

الانتقام من المنحرف النرجسي.. فكرة جيدة أم سيئة؟

كيف تنتقم من الشخص "المنحرف النرجسي الشرير" حتى يعاني بدوره بقدر ما عانيت؟ وكيف أجعل "الشرير النرجسي" أو المرأة "الشريرة النرجسية" يدفع ثمن الأذى الذي ألحقه بي؟

عندما يغضب الناس ويتأذون ويدركون أنهم تعرضوا للخداع والكذب والتلاعب، فمن الطبيعي أن يرغبوا في أن يشعر الشخص المسؤول عن هذا الأذى بنفس الألم.

من أصعب الأمور التي يجب تحملها مشاهدة الشخص الذي يؤذيك يذهب سالما، بينما تظل أنت تكافح من خلال الألم..

ومن الطبيعي أن يشعر الإنسان بالحاجة لجعل الآخر يعاني من كل الألم الذي سببه له، ولكن هل الانتقام فكرة جيدة؟

من أين تأتي الحاجة للانتقام؟

من أين يأتي هذا الشعور بالانتقام وهذا الإحساس العميق بالرغبة في معاقبة الشخص الذي أوجعنا وجعلنا نعاني؟

وفقًا لموقع جواز السفر الصحي "passeport santé" فإن "الرغبة في الانتقام آلية رد فعل أساسية راسخة في دماغ الإنسان، وتنبع من اندفاع من اللاوعي عندنا..

منذ بداية حياتنا نشعر بالحاجة إلى جعل الآخرين يشعرون بما نختبره بأنفسنا، فكل ما عانينا منه يجعلنا نرغب في إعادته إلى الشخص الذي أوقعه علينا، خيرا كان أم شرًا.. أي أنه من مبدأ المعاملة بالمثل يمكن أن تنشأ عندنا الرغبة في الانتقام".

لا شك، وفقًا للتقرير الذي نشره موقع "lesmotspositifs" أن "الغضب يغذي الرغبة في الانتقام، فخيال الانتقام من الممكن أن يحول الانفعال الذي لا يطاق إلى انفعال ممتع ومريج ولكن بشكل خادع.. هناك هوس بإصلاح الإهانة العميقة التي وقعت علينا.

قبل البدء في صياغة طريقة للانتقام هناك بعض الأشياء التي يجب أخذها بالاعتبار.. في كتابه "فن الحرب" يخبرنا الجنرال الصيني سون تزو: "اعرف عدوك واعرف نفسك.. ففي مائة معركة لن تهزم أبدًا".

"المنحرف النرجسي" حيوان مفترس، يتغذى على انفعالات ولطف المقربين منه.. فهو يكذب ويتلاعب ويخدع حتى يحقق غاياته، إنه منفصل عن انفعالاته ويشعر بالاستحقاق، ولديه قدرة محدودة على الشعور بالندم أو الذنب.

ولا شك أن حاجتك إلى الانتقام تنبع من غضبك، ومع ذلك غالبًا ما تستخدم الرغبة في الانتقام الغضب كتكتيك تلاعب، أو كآلية تحكم لإبقاء ضحاياها تحت السيطرة، فهي تستخدم الإسقاط النفسي بشكل رائع لتجعلك تعاني مرة أخرى..

ونتيجة لذلك، لن تنجح في مخطط رغبتك في الانتقام، ولكن بالإضافة إلى ذلك ستحركك رغبتك الجديدة في إخضاعه لنفس العقوبة التي جعلك تعاني منها. لكنها حلقة مفرغة لا نهاية لها.

وقال الفيلسوف الصيني كونفوشيوس: "قبل الشروع في رحلة الانتقام احفر قبرين".. لهذا فإن أي استراتيجية انتقامية ضد شخص "نرجسي" سوف تفشل في النهاية.

•الاستدلال: "كيف يمكن أن تعيد إلى شخص يشوه الحقائق وينفر من الحقيقة، صوابه؟.. فأمثاله بارعون في التبرير.. إنهم يقللون من قيمة الأشياء، ويبررونها ويشوهونها، وعندما يسيئون التصرف يمكنك أن تراهن على أنهم وجدوا سببًا أو مائة سبب حتى يثبتوا أن الخطأ خطؤك أنت.

•الشعور بالذنب: كيف تجعل شخصًا ما يشعر بشيء لا يمكنه الشعور به؟، إنه يفتقر إلى التعاطف ولا يمكنك إلقاء اللوم على أي شخص ما إذا كان لا يهتم. فلأن أفكاره تتمحور حول الذات تمامًا فمن غير المعقول في رأيه أن تكون لديك مشاعر.. على أي حال مشاعرك لا تهمه.

•الدموع: إن "المنحرف النرجسي" لا يشعر بالراحة عند ظهور الانفعالات.. فهو لا يستمع ولا يبالي، وسرعان ما ينسحب من الموقف.. والدموع في الواقع لصالحه.. "النرجسي" يحب أن يعرف أنه لا يزال قادرًا على التأثير عليك.

•الغيرة: محاولة جعله يشعر بالغيرة أثناء وجوده في مرحلة من البرودة لن تجدي نفعًا أيضًا.. فإذا كان عندك هدف جديد في الأفق وانتهت علاقتك أو صارت معلقة بخيط رفيع فثق أنه لن يهتم.. سوف يعتبر أن محاولتك جعله يشعر بالغيرة منك ليست أكثر من مجرد غرور منك.

•تدمير سمعته: يمكنك أن تسبب جروحًا نرجسية، أي كل ما يهدد غروره وشعوره بالعظمة. لكن إن أنت كشفت عن عيوبه للآخرين ومسؤوليته عما فعل في حقك فيمكن أن يدخله ذلك في غيظ نرجسي شديد. إن الحاجة إلى حماية غروره بأي ثمن هي ما يحركه. فإذا أصررتَ فلن تخرج سالمًا على المدى الطويل.

"النرجسي الضال" ولعبة المرآة

لا تنس أن المتلاعب "النرجسي المنحرف" خبير في لعب لعبة المرآة.. فإذا اتخذت معه إجراء فلن يرى الجميع ولن يتذكروا سوى أفعالك التي تبدو غير عقلانية..

وفي النهاية ستبدو بمظهر الشخص الذي لديه مشكلة ويستحق المزيد من الأسباب لتبرير ما يفعله، في عينيه وفي عيون الجميع.. لكن كل عمل عدائي تقوم به ضده يمكن أن يعاد إليك مضاعفًا مائة ضِعف.

الانتقام من "المنحرف النرجسي"

وعندما تكون متورطًا في علاقة مع شخص مهووس بـ"الأنا"، خبيث ومسيء.. فإن أفضل ما يمكنك فعله هو السير في الطريق السريع وعدم القيام بأي فعل.. انطلق ولا تنظر إلى الوراء وتعامل مع ألمك بمفردك.

وعندما تكون غاضبًا وكل ما تفكر به هو الانتقام فقط فإن هذه المشاعر السلبية سيكون لها تأثير ضار عليك. من ناحية، فهي تبطئ عملية الشفاء وتجعلك مركزًا على الموقف والألم.. وفي حال كنت غاضبًا جدًا فقد تصاب بجنون العظمة والتعب..

لا تدع هذه العلاقة السامة تغير جوهرك وتحولك إلى شخص مرير وغاضب.. حاول أن تغفر الأذى الذي سببه لك "المنحرف النرجسي"، ليس للسماح له بالعودة إلى حياتك ولكن من أجل طي الصفحة والمضي قدمًا.

فكر أيضًا في ما ترسله إلى الكون.. عندما تستبد بك فكرة الانتقام منه وكل ما تشعر به هو الغضب والألم فإن الكون يعيد إليك ما تفكر فيه وتشعر به..

وكلما ركزت على الغضب والألم أسرع الكون في إرسال الأشخاص والظروف التي ستثير تلك المشاعر بداخلك.. الكيفية التي تتعامل بها مع هذا الموقف هي التي تحدد شخصيتك.

ولا تنس أيضًا، أنه حتى لو كنت تعتقد أنك تعرضت للظلم فإنه يمكنك أن تشفي نفسك وتستمر في التمتع بعلاقة صحية وسعيدة مع شخص آخر، ولكن ليس معه.. فكل علاقاته محكوم عليها بأن تشهد المصير نفسه.. لذا ثق أنه قد أصبح الآن مشكلة مع شخص آخر.

إذا كنت بعد كل هذا لا تزال ترغب في الانتقام فاعلم أن أخشى ما يخشاه المنحرف النرجسي الضال هو أن يكون عاديًا وتافهًا ومنسيًا.. لذا لا تلق إليه بالا وانس الأمر وابحث عن سعادتك، واملأ بقية حياتك بالسعادة والحب.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com