وُلد ومات لاجئا.. من هو الفنان الفلسطيني فتحي غبن؟

توفي الفنان التشكيلي الفلسطيني فتحي غبن، الأحد، عن عمر يناهز 77 عاما، عاش خلالها تجارب النزوح الأليمة في قطاع غزة.

وتدهورت حالة الفنان الراحل في الفترة الأخيرة في ظل الحرب المتواصلة في غزة، حيث لم يستطع الخروج من القطاع المنكوب لتلقي العلاج في الخارج، ليلقى قدره في خيمة نزوح كما كان قدره أن يولد بشبيهة لها أثناء النكبة.

وحملت وزارة الثقافة الإسرائيلية في بيان، إسرائيل، مسؤولية عدم السماح للفنان الراحل تلقي العلاج خارج قطاع غزة.

وكان الفنان الراحل يعاني من آلام في الصدر، حيث كان يعاني من مشاكل في التنفس في ظل عدم توفر الأدوية وأسطوانات الأوكسجين اللازمة لإسعافه.

وعاش الفنان الفلسطيني الراحل منذ نكبة عام 1948 حياة النزوح، فبعد ولادته في قرية هربيا شمال قطاع غزة، حملته والدته ولجأت معه إلى مخيم جباليا، حيث عاش طيلة حياته هناك لاجئا.

ولم تستطع حياة اللجوء ومرارتها، كبح جماح ما كان يملكه غبن من إحساس فني جعله من رواد الفن التشكيلي في فلسطين، والذي طوعه ليروي قصته المؤلمة بكل تفاصيلها.

ومن أبرز ما رسمه غبن قريته التي لم تغب عن باله، حيث رشق بريشته ألوانا باحت عن تفاصيل طرقاتها وساحاتها وبساتينها وكل شيء فيها.

وبسبب مساهماته الفنية وانتصاره للمرأة الفلسطينية منح غبن لقب "عميد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين" وعين مستشارا في وزارة الثقافة الفلسطينية ومنحه الرئيس الفلسطيني محمود عباس وسام الثقافة والعلوم والفنون مستوى الإبداع في العام 2015 .

وكما عانى غبن من مرارة النزوح واللجوء، عايش مرارات الاعتقال والحبس في السجون الإسرائيلية، حيث تم اعتقاله أكثر من مرة في السبعينات والثمانينات بسبب رسوماته التي شهدت رواجا كبيرا، بحجة مناهضتها إسرائيل.