تعبيرية
تعبيرية Getty Images

"رمضان بعيون الأدباء".. هل تختلف طقوس الإبداع وخطط القراءة؟

"الكتابة بالنسبة إليّ شغف نابض يتحرش بي في أوقات لا أحتسبها".
الكاتبة الروائية سوسن جميل حسن

يحمل رمضان رمزية خاصة لدى الأدباء والشعراء، ففضلا عن نفحاته الروحانية بما فيها من دفء وخشوع يمثل الشهر الفضيل محطة مختلفة على مدار العام من حيث طقوس الكتابة وبرامج القراءة والرغبة في إنجاز المشاريع المؤجلة.

"إرم نيوز" سجلت شهادات لعدد من المبدعين في هذا السياق.

قالت الكاتبة والقاصة سمية عبدالمنعم إن بينها وبين ليل رمضان لحظات ود وامتزاج عظيمة، فكم من نص مدهش وُلد بين يديها في ساعات ليله، وكم من فكرة تألقت أمام عينيها وصوت أذان الفجر يصدح بأذنيها.

الكاتبة والقاصة سمية عبدالمنعم
الكاتبة والقاصة سمية عبدالمنعممتداولة

وأضافت: "تتأجج حالة الإبداع لديّ في الساعات الأخيرة من ليل رمضان لما ترتبط به من عبادات وقيام ليل وقراءة قرآن؛ مما يمنح الروح دفعة قوية لتصبح أكثر تحليقا في عالم الخيال، ومن ثم يصير الإبداع أيسر وأقرب وأكثر تدفقا".

واستكملت: "القرب من الآخرين له فعل بارز في الرغبة بالكتابة، وهو ما يساعد عليه حضور فعاليات ثقافية وأمسيات وليال رمضانية وقضاء أوقات سمر وفطور وسحور بين الأصدقاء والأهل".

أخبار ذات صلة
"الإعلانات التجارية" تثير غضب الجزائريين في رمضان

وأشار الكاتب محمد مستجاب إلى أنه كائن ليلي بشكل عام، وهو ما ينسجم مع طبيعة الشهر الفضيل فيخصص ما بعد صلاة الفجر وهو الوقت المحبب إلى نفسه نظرا لما فيه من صفاء إلى كتابة مراجعات الأفلام التي يمارسها كهواية وشغف، بينما يخصص ما بعد صلاة العصر لقراءة القرآن ومطالعة الكتب الجديدة.

ماذا عن الإبداع في القصة والرواية؟

أجاب مستجاب بأنه يفضل أن يجعل رمضان "استراحة مبدع".

ويحبذ الكاتب والباحث التاريخي مصطفى عبيد قراءة الأدب والتاريخ في رمضان لأن الحكايات تبعث دوما على التسلية، مشيرا إلى أنه يعمل أقل خلال الشهر الكريم لضعف التركيز أثناء الصوم لكن رمضان بشكل عام مبهج بسبب اتساع التواصل مع الأقارب والأصدقاء واجتماع الناس وتآلفهم.

 الكاتب محمد مستجاب
الكاتب محمد مستجابمتداولة

ويبدو أن الكاتبة الروائية والناقدة سوسن جميل حسن لم يعد لديها من رمضان سوى الذكريات حين كانت تعيش في بلدها سوريا قبل أن يستقر بها المقام في العاصمة الألمانية برلين حيث تفتقد كل شيء في المجال العام كان يساهم في رسم لوحة من الحياة الجميلة، الأسواق، المعروضات، الزيارات، تشارك الناس بالإفطار والسحور، الرحمة التي تنبثق من الصدور كأنها نبع مكنون يتفجر خيرًا وعطاء.

وأضافت: "هذا الحنين يؤلمني ويتسلل إلى أعمالي دون قصد أما طقوس كتابتي وتوقيتها فلا تتأثر كثيرا؛ لأن الكتابة بالنسبة إليّ شغف نابض يتحرش بي في أوقات لا أحتسبها".

سوسن جميل حسن
سوسن جميل حسنأرشيفية

"وقفة مع النفس وبركة إبداعية"

واعتبر الشاعر سفيان عبد الرحمن رمضان فرصة عظيمة لعمل وقفة مع النفس على المستوى الإبداعي فلا يشرع في كتابة نصوص جديدة لكنه يعطي الأولوية لمراجعة المسودات المؤجلة. ولأن القراءة أعظم روافد توليد الأفكار؛ فهو يستغل نهارات الصوم وليال الإفطار في عمل برامج مكثفة لمطالعة كل الأعمال المهمة التي كان يتحتم عليه مطالعتها من قبل ولم يسعفه الوقت.

ووصف الروائي منير عتيبة، مدير "مختبر السرديات" بمكتبة الإسكندرية، رمضان بأنه "بركة إبداعية" بالنسبة إليه، فهو لا ينسى أبدا أنه في بداية رمضان 2010 بدأ كتابة روايته "أسد القفقاس" وأنهاها في ليلة القدر، وأذيع له الكثير من الأعمال الإذاعية خلال شهر رمضان مثل فوازير "امسك نجم" ومسلسلي "حكايات ماكوندو" بطولة سوسن بدر ومحمود الحديني و"غدا تغرد العصافير" بطولة محمد رياض.

وأوضح الروائي مصطفى البلكي أن الروحانيات تأخذ الجزء الأكبر من يومه الرمضاني، فبخلاف الورد اليومي من قراءة القرآن هناك طقوس ما قبل الإفطار، حيث انتظار انطلاقة المدفع والأذان ثم التحلق أو" اللمة" حول "الطبلية التي يعتبرها البعض مجرد مائدة ريفية ولّى زمنها لكنها ما زالت حاضرة في بيته.

وأشير إلى أن القراءة تختلف لديه في شهر رمضان الذي يتحول إلى فرصة عظيمة لمراجعة روائع الأعمال الكلاسيكية حتى لو كان قد سبق وقرأها فيما مضى.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com