شرطي أمريكي يقتاد أحد المعتقلين
شرطي أمريكي يقتاد أحد المعتقلينأ ف ب

دراسة تكشف تأثير الفقر وعدم المساواة على معدلات الجريمة

كشفت دراسة شاملة امتدت لثلاثة عقود، من عام 1990 إلى عام 2020، عن وجود صلة قوية بين تزايد الفقر وعدم المساواة في الدخل، وارتفاع معدلات جرائم القتل في جميع أنحاء الولايات المتحدة. 

وسلطت الدراسة التي أجراها ويستون ماكول من قسم الأنثروبولوجيا في جامعة يوتا، ونشرها موقع psypost، الضوء على العلاقة المعقدة بين الظروف الاقتصادية والعنف، وخاصة جرائم القتل.

واستجابة للارتفاع المثير للقلق في معدلات جرائم القتل خلال جائحة كوفيد-19، سعت الدراسة إلى إنشاء فهم دقيق للعوامل الأساسية لذلك.

وأكد ماكول أنه على الرغم من دراسة الأسباب المحتملة المختلفة، مثل درجة حرارة الهواء المحيط وخضرة المدينة، إلا أن التركيز بقي على الفقر وعدم المساواة كمحركين أساسيين لهذه الممارسات العنيفة.

واستخدمت الدراسة نماذج إحصائية متطورة، وحللت بيانات من برنامج الإبلاغ عن الجرائم الموحد التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي، إضافة إلى مسح المجتمع الأمريكي الذي أجراه مكتب الإحصاء الأمريكي، كما تم استخدام المعامل الجيني الأكثر شيوعًا في قياس عدالة توزيع الدخل، لتقييم عدم المساواة في الدخل.

وكشفت نتائج الدراسة أن الولايات التي لديها أعلى مستويات الفقر وعدم المساواة في الدخل، شهدت أعلى معدلات جرائم القتل على مدى فترة الثلاثين عامًا. ومن عام 2019 إلى عام 2020، لوحظت زيادة مثيرة للقلق في معدلات جرائم القتل في 46 ولاية، فيما شهدت هذه الفترة أيضًا ارتفاعًا في نسبة الأسر التي تعيش تحت خط الفقر وزيادة في عدم المساواة في الدخل في معظم هذه الولايات.

أخبار ذات صلة
قفزة مثيرة للقلق.. الفقر يتزايد في أمريكا وسط جهود لإنقاذ الموقف

لكن الدراسة لفتت إلى أنه لم يتمكن النموذج المستخدم من حساب جميع الاختلافات في معدلات جرائم القتل؛ مما ترك حوالي 50% من الاختلاف غير مفسر. ويشير هذا إلى أن عوامل أخرى، ربما ثقافية أو مؤسسية، تلعب أيضًا دورًا في التأثير على الشخصية.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن اعتماد الدراسة على البيانات على المستوى الفدرالي، بدلاً من البيانات المحلية، ربما أثر على دقة النتائج، حيث يعترف الباحثون بذلك ويقترحون أن الدراسات المستقبلية يمكن أن تستفيد من تحليل المزيد من البيانات المحلية الدقيقة لفهم الديناميكيات المؤثرة بشكل أفضل.

وتعليقا على النتيجة التي مفادها بأن جرائم القتل تبلغ ذروتها عندما يتفاعل الفقر وعدم المساواة، شدد ماكول على أن تفكيك هياكل العنصرية التي تقيد الوصول إلى الموارد والفرص أمر بالغ الأهمية لخفض معدلات جرائم القتل، لا سيما في المجتمعات غير البيضاء.

كما دعت الدراسة إلى ضرورة التدخلات التي تعالج كلا من الحد من الفقر وتضييق الفوارق في الدخل والتفاوتات الاقتصادية من أجل معالجة الأسباب الجذرية لزيادة معدلات جرائم القتل بشكل فعال.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com