هل كبار السنّ أقل توتّرا في حياتهم اليومية؟

هل كبار السنّ أقل توتّرا في حياتهم اليومية؟

تنشيط نظام الاستجابة للضغط طويل المدى يمكن أن يزيد من مخاطر الإصابة بمشاكل الصحة البدنية والعقلية
جمعية علم النفس الأمريكية

صارت الحياة اليوم مرهقة بالنسبة للإنسان العادي، علينا دفع الفواتير، وتحمّل المسؤوليات في العمل أو الجامعة، ودفع أنفسنا لتحقيق أهدافنا، وما إلى ذلك، لم يعد الوقت يمنحنا أي انقطاع في تقدّمه، وكلما زاد إنتاجنا زاد الضغط علينا.

بالنسبة للكثير من الأشخاص تولد المطالب اليومية ضغوطًا يومية ترهقهم، ويبدو الأمر وكأنه لا يوجد ضوء في نهاية النفق. إذا كنت تتعامل مع الكثير من التوتر والإجهاد في حياتك فلا تقلق، فهناك دراسة تخبرك بأنه من المحتمل أن تتحسن أمورك في نهاية المطاف.

التوتر والصحة اليومية

ليس سرّا أنه في حين أنّ التوتر يمكن أن يكون حليفا جيدا لأدائنا، إلا أنه عندما يصبح مفرطا يمكن أن يضر بصحتنا. وكلما طال الإجهاد والتوتر، وأضرّا العقل والجسم معا.

وفقًا لجمعية علم النفس الأمريكية American Psychological Association (APA) فإن تنشيط نظام الاستجابة للضغط طويل المدى يمكن أن يزيد من مخاطر الإصابة بمشاكل الصحة البدنية والعقلية، بما في ذلك القلق والاكتئاب ومشاكل الجهاز الهضمي والتوتر وآلام العضلات وارتفاع ضغط الدم ومشاكل النوم، وزيادة الوزن وضعف الذاكرة والتركيز.

الإجهاد اليومي الذي يميّز حياة الكثير من الناس ليس رفيقا جيدا، خاصة إذا كنت ترغب في التمتع بصحة جيدة. لكن ليست كل المعلومات سلبية وسيئة، إذ إنّ استطلاعًا أجراه ديفيد ألميدا في 2022، الأستاذ في ولاية بنسلفانيا يقدّم لنا نتائج مثيرة للاهتمام حول الإجهاد اليومي وردّ الفعل تجاهه.

أخبار ذات صلة
5 أطعمة صحية تساعدك على التخلص من الإجهاد والتوتر
يميل التوتر اليومي إلى الانخفاض حتى منتصف الخمسينيات عندما يبدو الناس أقل تأثرًا بالتوتر

مع تقدم العمر تقل آثار الإجهاد اليومي

تشير نتائج دراسة ألميدا، وفقا للتقرير الذي نشره موقع nospensees إلى أنّ كبار السن يعانون من إجهاد يومي أقل. علاوة على ذلك كانت آثار هذا الإجهاد على عدد عوامل الإجهاد اليومية ورد فعلها الانفعالي، أضعف.

أظهرت البيانات الإحصائية أنّ الأشخاص البالغين من عمر 25 عامًا قد أبلغوا عن عوامل إجهاد خلال ما يقرب من 50٪ من الأيام، بينما ذكر البالغون من عمر 70 عامًا أو أكثر عن عوامل إجهاد خلال 30٪ فقط من الأيام.

محفزات الإجهاد تتناقص وتضعف مع تقدم العمر. وقد لوحظ أيضًا بالإضافة إلى ضغوط يومية أقل أنّ الناس مع التقدم في السن يتفاعلون انفعاليا بشكل أقل مع عوامل الضغط والتوتر اليومية عند ظهورها.

وقال ألميدا في بيان صحفي بولاية بنسلفانيا: "يكون الشاب البالغ من العمر 25 عامًا أكثر تأفّفًا في الأيام التي يعاني فيها من عوامل التوتر، ولكن مع تقدمنا في السن نكتشف حقا الكيفية التي نقلل بها هذه الأعراض".

يميل التوتر اليومي إلى الانخفاض حتى منتصف الخمسينيات، عندما يبدو الناس أقل تأثرًا بالتوتر. ومن المثير للاهتمام أنّ ألميدا يؤكد أيضًا أنّ التقدم في السن (أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات) قد يجلب بالفعل المزيد من التحديات وزيادة طفيفة في الإجهاد اليومي.

كلنا نتقدم في العمر بطريقتنا الخاصة

الكيفية التي نتقدم بها في السنّ لا تعتمد فقط على التحديات وعوامل التوتر والإجهاد التي نواجهها، ولكن أيضًا على طريقة تفاعلنا مع هذه المواقف وكيفية إدارتها.

وقال ألميدا: "مع هذا البحث الجديد، من المشجع أن نرى أننا مع تقدمنا في العمر نبدأ في إدارة عوامل التوتر والإجهاد هذه بشكل أفضل. في المتوسط لن تتفاقم تجربة الإجهاد اليومي، لكنها في الواقع ستتحسن".

وفقًا لبعض الدراسات، يزداد وينمو الذكاء الانفعالي لدى كبار السن، مما يعني إدارة أفضل لانفعالاتهم.

كبار السنّ يعانون من ضغوط مرهقة أقل في الحياة اليومية؛ لذا يمكننا التأكد من أنّ الوقت سيكون في صالحنا
أخبار ذات صلة
باحثون يحذرون من تداعيات الأرق والتوتر على دماغ الرجال

ماذا ستقول نتائج ما بعد الجائحة؟

بهذه النتائج يتوقع فريق ألميدا جمع البيانات القادمة لفائدة مؤسسة MIDUS، والتي ستكون الأولى منذ بداية جائحة كوفيد-19.

وستتيح حملة الجمع الجديدة هذه تقييم تأثير الوباء على التفاعل اليومي مع الإجهاد. بالإضافة إلى أنه سيسمح بإجراء دراسة أعمق للكيفية التي ينمو بها الناس وكيف يتغيرون في مرحلة البلوغ.

في الختام، وبفضل الدراسة التي استعرضناها نعلم الآن أن كبار السن يعانون من ضغوط مرهقة أقل في الحياة اليومية؛ لذا يمكننا التأكد أن الوقت سيكون في صالحنا.

وعلى الرغم من أن هذا لا يعني أن نترك كل شيء للوقت، فإنه يجب علينا القيام بدورنا حتى نتعلم كيف ندير ونواجه المواقف المجهدة في حياتنا اليومية بشكل أفضل. 

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com