منح تراخيص لشركة أمريكية للبذار المعدلة جينيًا يهدد صحة السعوديين
منح تراخيص لشركة أمريكية للبذار المعدلة جينيًا يهدد صحة السعوديينمنح تراخيص لشركة أمريكية للبذار المعدلة جينيًا يهدد صحة السعوديين

منح تراخيص لشركة أمريكية للبذار المعدلة جينيًا يهدد صحة السعوديين

وسط مخاوف من تعرض الأمن الغذائي السعودي للخطر، وجه مثقفون سعوديون انتقادات لاذعة لوزارة التجارة والاستثمار السعودية على خلفية منحها تراخيص لشركة أمريكية "سيئة السمعة" للبذار المعدلة جينيًا.

ويأتي منح ترخيص لشركة "مونسانتو" في إطار منح تراخيص مشابهة لـ23 شركة أمريكية للاستثمار في المملكة العربية السعودية، رغم سوابق الشركة وتورطها بقضايا مأساوية،وتسببها بكوارث بيئية في دول زراعية كالهند والعراق.

ويؤكد الكاتب السعودي، عبد المحسن هلال، على أن الشركة متعددة الجنسيات "تسيطر على 70% من إنتاج العالم الزراعي، وتعتبر المنتج الأول لمبيد الحشائش (جلايفوست) المشهور باسم راوند آب، وأكبر منتج للبذور العادية والمعدلة وراثيًا، والمشكلة أنها تخلط بين الاثنين وغشت بذلك دولًا كثيرة".

ويقول هلال في مقال نشرته صحيفة "عكاظ" السعودية، اليوم الأربعاء، إن منتجات الشركة "مثيرة للشبهات، يكمن خلفها الرغبة في جني الأرباح من استثمارات ضخمة بالخصوص في الدول النامية واتخاذها حقولًا للتجارب".

وأثار قرار الترخيص للشركة الكثير من السجال في مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأسبوع الأخير، نظرًا لخطورة منتجاتها، ما دفع هيئة الاستثمار العامة إلى إعلان أن "الشركة لم يصرح لها بالعمل بعد.. وأن التصريح يخضع لمراقبة دقيقة من جميع الجهات المتخصصة ذات العلاقة وأهمها وزارة البيئة والمياه والزراعة والهيئة العامة للغذاء والدواء".

ورغم تطمينات هيئة الاستثمار، إلا أن مثقفين عبروا عن استغرابهم من منح الشركة ترخيصًا للاستثمار، ليعود المتحدث الرسمي لوزارة التجارة والاستثمار عبد الرحمن الحسين، معلنًا بأن المملكة تمنع دخول البذور المعدلة وراثيًا؛ وعلقت الكاتبة السعودية، مي خالد، إن "هذا يجعلنا نستغرب من استخراج ترخيص لشركة مونسانتو من الأساس!".

وتقول خالد في مقال نشرته الصحيفة ذاتها، اليوم الأربعاء، إن "كل حبة قمح حصل عليها الفلاح من الشركة ليزرعها في أرضه تدمر الأرض، فلا يمكن استنبات غيرها إن لم تكن آتية من الشركة، فهي معدلة وراثيًا بحيث يستحيل استنباتها من محاصيلها بل تجب العودة للشركة وشراء بذور جديدة باهظة الثمن، وحتى السماد المخصص لها غالي الثمن وليس بمقدور المزارع البسيط الحصول عليه".

وطالبت الكاتبة الوزارة "بإيقاف الترخيص ومنع هذه الشركة الشريرة من الاستثمار في محاصيلنا وأمننا الغذائي، وأن تسيطر عليه تدريجيًا ناشرة الأمراض الفتاكة، التي ستكبد الدولة لعلاجها أكثر بكثير من مردود كل الاستثمارات الخارجية. ونحن نعلم أن صحة الشعب أهم أولويات الدولة".

يُذكر إن شركة "مونسانتو" تواجه قضايا عدة أمام المحاكم؛ خاصة من مرضى السرطان، وكذلك ما رفعه مزارعون، أمريكيون أرجنتينيون وفرنسيون، أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، اتهموا فيه الشركة بأنها ترتكب جريمة ضد كوكب الأرض، وتقف خلف هذه المحاكمة منظمات مجتمع مدني عدة وخبراء قانون وحقوقيون وقضاة متقاعدون لوقف الشركة عن العمل.

وعمدت دول أوروبية، منذ العام 2009، إلى مقاطعة الشركة لتأثيرها على الأمن الغذائي وتسببها في بعض الأمراض الخطيرة وتدميرها للبيئة. وفي الولايات المتحدة تم تخصيص محاصيل الذرة التابعة لها لعلف الحيوانات بسبب أضرارها على صحة الإنسان.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com