أطباء تونس يروون مصاعبهم في التعامل مع كورونا
أطباء تونس يروون مصاعبهم في التعامل مع كوروناأطباء تونس يروون مصاعبهم في التعامل مع كورونا

أطباء تونس يروون مصاعبهم في التعامل مع كورونا

تقف الكوادر الطبية وشبه الطبية في تونس في خطّ المواجهة الأول لفيروس "كورونا" مع انتشار الوباء في مختلف محافظات البلاد؛ ما دفع إلى إطلاق صفة "الجيش الأبيض" على هذه الكوادر التي تواجه صعوبات في التعاطي مع الحالات الوافدة عليها طلبا للتعافي.

وتُنسب صفة "الجيش الأبيض" إلى القمصان البيض التي يرتديها الأطباء والعاملون في المجال الصحي، والذين باتوا اليوم ، وفق التونسييّن، بمثابة الجنود الحقيقييّن، بعد إعلان البلاد حالة حرب على فيروس "كورونا".

وبعيون مثقلة بالتعب وجسد أنهكه السهر والتنقلات بين أروقة المستشفى علّق الدكتور مهدي العلوي على ما يواجهه الاطباء والصيادلة والممرضون من إرهاق في القيام بمهامهم لمواجهة هذا الوضع المستجد جرّاء تفشي فيروس "كورونا قائلا"نعمل ليلا ونهارا وهذا واجبنا، ولا نطلب من الناس سوى تفهّم طبيعة الوضع الوبائي والتقيد بالتوصيات والنصائح التي نقدّمها وبالإجراءات التي اتخذتها الدولة".

وأضاف العلوي لـ"إرم نيوز"، "اليوم تقع مسؤولية كبيرة على عاتق الأطبّاء في مواجهة هذا الوباء والجميع يتطلّع إلى ما يقوله الأطبّاء لإيجاد وصفة للنجاة، غير أنّ الأمر ليس بالسهولة التي يتوقعها عامة الناس، فنحن اليوم إزاء فيروس مستجد لا نعلم عنه الكثير ولا نزال بصدد اكتشافه والتدرّب على التعاطي مع المصابين او المشتبه في إصاباتهم".

غير أنّ الدكتور العلوي قدم رسائل طمأنة إلى المواطنين بأنّ الكوادر الطبية وشبه الطبية في تونس بدأت تكتسب الخبرة في التعاطي مع فيروس كورونا ومع المصابين وأنّ النصف الآخر من المسؤولية يقع على عاتق عامة النّاس للتوقي من الإصابة والابتعاد عن كلّ ما قد يؤدي إلى تفشي العدوى.

ويعمل الأطباء والممرضون في معظم المستشفيات في تونس وفق نظام جديد بالتداول يمتدّ على أربع وعشرين ساعة متتالية لكل طبيب او ممرض، على أن يتمتع كل من يعمل هذه المدة بثلاثة أيام من الراحة متتالية، وذلك للحد من التنقلات اليومية للكوادر الطبية وشبه الطبية التي تُعدّ خط الدفاع الأول ويخشى الجميع إصابة أيّ منهم بالفيروس.

وحتى الساعة تم تسجيل إصابتين لكوادر شبه طبية في محافظتي المهدية شرق البلاد وقفصة جنوب غربي البلاد.

بدورها ، قالت الدكتورة آمال اللطيف، رئيسة قسم الأمراض الجرثومية بمستشفى فرحات حشاد بمدينة سوسة الساحلية لـ "إرم نيوز" إنّ هناك صعوبات في التعاطي مع المصابين بالفيروس، مشيرة إلى إجراءات استثنائية وقائية يتخذها الأطباء والممرضون المباشرون للمصاب من حيث تعقيم المكان والملابس الخاصة التي يتم ارتداؤها واستعمال المواد المطهرة والمعدات التي يستعملها المريض والتخلص منها بسرعة.

وكانت الدكتورة آمال اللطيف أوّل طبيبة تباشر أول مصاب بفيروس "كورونا" تم إيواؤه بمستشفى فرحات حشاد بسوسة وقد تماثل للشفاء بعد 17 يوما من إصابته وعاد إلى منزله.

وأوضحت الدكتورة اللطيف أنّه تم إجراء دورات تكوينية في الأيام الأولى التي تلت إعلان أول إصابة بالفيروس في تونس لتمكين الكوادر الطبية وشبه الطبية من التعاطي مع الحالات التي تباشرها في المستشفى أو مع الحالات التي تقتضي التنقل إلى منزل المصاب ومتابعة وضعه الصحي هناك، ما حدّ من الصعوبات التي واجهها الأطباء والممرضون في الأيام الأولى.

وأشار الدكتور سهيل قاسم العامل بمستشفى الهادي شاكر بمدينة صفاقس جنوب البلاد إلى انّ تفشي فيروس "كورونا" أظهر أن هناك نقائص كبيرة في المعدات والمستلزمات الوقائية بالمستشفيات، مؤكدا أهمية حماية الكوادر الطبية وشبه الطبية في المقام الأول إذا كانت تونس ترغب في كسب معركتها ضد "كورونا، وفق تعبيره.

وتحدث قاسم عن نقص في المعدّات ونقص التكوين لدى الأطباء والممرضين من أجل التعاطي مع الحالات الوافدة على المستشفى، داعيا السلطات إلى وضع تصوّر واضح واتخاذ إجراءات عاجلة لضمان حماية الأطباء الذين يقفون في الصف الأول لإنقاذ تونس من تداعيات هذا الوباء، بحسب قوله.

ودخلت مخابر البحث وجمعيات مدنية ناشطة على الخطّ من أجل مساندة جهود الأطباء والممرّضين وتيسير عملهم، وأطلق طلّاب بكليات الطب والهندسة مبادرات لصنع أجهزة تنفس اصطناعي وكمامات وأقنعة واقية، كما تعهّدت جمعيات بمحافظة القيروان وسط البلاد بتوفير تجهيزات المستشفى الجهوي بالمدينة من خلال نفض الغبار عن أسرّة غير مستعملة وطلائها وتعقيمها وتجهيزها وتحويلها إلى أسرّة قابلة للاستعمال تحسبا لتفشي الفيروس إلى درجة إغراق المستشفى بالمصابين.

وقد تم إطلاق مبادرة "معا من أجل الجيش الأبيض" الساعية إلى توفير وسائل الحماية للكادر الطبي في مختلف مستشفيات البلاد.

وأوضحت الناشطة في المجتمع المدني فاتن عبد الكافي وإحدى المشاركات في هذه المبادرة أن من أطلق المبادرة يقومون بمشاركة عدد من المتطوعين بتلبية حاجيات المستشفيات من المعدات الواقية من فيروس "كورونا" مثل: الكمامات، والبدلات، والأقنعة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com