نقص حاد في مؤسسات رعاية مرضى التوحد بغزة
يعاني مرضى التوحد في غزة من عدم وجود مؤسسات كافية لرعايتهم ومتابعة حالاتهم، حيث لم تعد مؤسسات القطاع قادرة على استيعاب المزيد من المرضى.
ويبلغ عدد المؤسسات والمراكز الخاصة التي تقدم الرعاية لمرضى التوحد في غزة، أربع جمعيات على مستوى القطاع، واحدة فقط مرخصة من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية.
ويقول أخصائي تأهيل ذوي الإعاقة في وزارة الشؤون الاجتماعية، رامي النتيل، إن "مرضى التوحد يحتاجون لميزانية ضخمة للعناية بهم، وهو ما تعجز الوزارة عن توفيره بسبب ظروف القطاع"، مشيرا إلى أن "إمكانيات الجمعيات الموجودة في قطاع غزة متواضعة جدا، وتفتقد إلى أخصائيين في التوحد، حيث يتم الاعتماد على خريجي أقسام التأهيل العام".
ومن جانبه، أكد مدير البرامج في جمعية مرضى التوحد في غزة، نبيل جنيد، إن "الحصار لعب دورا في إيجاد صعوبات في عملهم، حيث منع إغلاق المعبر من استيراد بعض الأجهزة والأدوات، وأعاق أيضا سفر العديد من الأخصائيين للخارج لتلقي الدورات والخبرات".
وكشف أخصائي تأهيل مرضى التوحد، أحمد أبو ندى، أنه "لا يوجد أي علاج لهذا المرض، فالمصاب به يعيش معه طيلة حياته، لكن اكتشافه مبكرا وتقديم الرعاية اللازمة يساعد المريض على الاندماج مع الآخرين، وتجاوز العديد من الصعوبات في الحياة الاجتماعية"، واصفاً الأوضاع المعيشية لمن يعانون من هذا المرض في غزة بـ"المزرية".
ويعتبر مرض التوحد من الإعاقات التي تؤثر على تطور القدرات العقلية عند الأطفال وطريقة تواصلهم مع الآخرين، ويعجز المصابون به عن إقامة علاقات مع الآخرين وفهم العالم حولهم، ويعاني المريض بالتوحد -الذي لم يتم تحديد أسبابه علميًا حتى الآن- من أعراض تتمثل في تشتت الانتباه، والعصبية الشديدة، وقصور في التواصل مع الآخرين، ولا تتوفر إحصائيات رسمية تكشف عن أعداد مرضى التوحد من كافة الأعمار.
وانتشر المرض في غزة بنسبة كبيرة خلال الأعوام الستة الأخيرة، حيث أدى الحصار، والفقر، والحروب إلى إصابة أهالي القطاع بضغوط نفسية حادة، وساهم التلوث البيئي الذي خلفته الحروب الإسرائيلية بسبب استخدام الأسلحة المحرمة دولية إلى إنجاب العديد من الأطفال الذين يعانون إعاقات متعددة ومن بينها التوحد.
