من هي نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا التي أثارت الجدل؟

بعد طلبها الشرطة التدخل لفض مظاهرة مؤيدة لغزة داخل حرم جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك الأمريكية، سطع في الإعلام اسم رئيسة الجامعة نعمت شفيق، وهي مصرية الأصل.

وكانت شفيق حديث الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة، خصوصًا على خلفية الأحداث التي شهدتها الجامعة أمس الإثنين، وأسفرت عن اعتقال 100 طالب.

كما ألغت الرئيسة الدراسة في الجامعة الإثنين، وجعلت التدريس عن طريق الإنترنت، "لتخفيف الضغينة"، بحسب رسالة أرسلتها شفيق بالبريد الإلكتروني إلى الموظفين والطلاب.

وأثارت هذه الخطوة استنكار أعضاء هيئة التدريس في الجامعة إلى جانب الطلاب، وأثارت جدلًا في البلاد التي ترفع شعار الدفاع عن الحريات.

وسبق هذه التحرك بأسبوع استدعاء الشرطة من قبل المسؤولة ذاتها لإخلاء خيام نصبها محتجون في حرم الجامعة لمطالبتها بسحب استثمارات متعلقة بأنشطة إسرائيل.

وكانت الأكاديمية مصرية الأصل قالت أمام لجنة في مجلس النواب الأمريكي حول مزاعم بمعاداة الجامعة للسامية الأسبوع الماضي، إنه "تم استغلال هذا التوتر وتضخيمه من أفراد لا ينتمون إلى جامعة كولومبيا جاؤوا إلى الحرم الجامعي لتحقيق قائمة أولوياتهم".

وأضافت: "نريد إعادة الأمور لنصابها".

من هي نعمت شفيق؟

ولدت شفيق في محافظة الإسكندرية العام 1962، وغادرت مع عائلتها مصر إلى الولايات المتحدة، عندما كانت في الرابعة.

تحمل الجنسيتين الأمريكية والبريطانية، وحصلت على البكالوريوس في الاقتصاد والسياسة من جامعة ماساتشوستس الأمريكية عام 1983.

نالت بعدها الماجستير من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية عام 1986، ثم حصلت على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة أكسفورد عام 1989.

عملت بعد نيلها الدكتوراه في البنك الدولي، واشتغلت على القضايا المتعلقة بأوروبا الشرقية في البنك الدولي بعد سقوط جدار برلين عام 1989، وفق ما ذكر موقع صندوق النقد الدولي.

وأشار الموقع إلى أن شفيق قضت جانبًا كبيرًا من حياتها المهنية في لندن وواشنطن.

ولفت إلى أنه أثناء أزمة الديون في منطقة اليورو خلال عامي 2009 و2010، تولت نعمت شفيق الإشراف على عمل صندوق النقد في العديد من البلدان الواقعة في مركز الاضطرابات.

ثم أدارت برامج الصندوق في الشرق الأوسط، في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وهي الفترة التي شهدت ما يعرف بـ"الربيع العربي".

وشغلت أيضًا منصب نائب محافظ بنك إنكلترا، حيث تولت الإشراف على ميزانية عمومية حجمها 500 مليار دولار، أثناء الاضطرابات التي صاحبت التصويت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وكانت شفيق أصغر نائبة لرئيس البنك الدولي على الإطلاق، حيث كانت تبلغ من العمر 36 عاما، بحسب موقع جامعة كولومبيا.

وبعد أن بلغت سن الستين، أصبحت نعمت شفيق أول امرأة تتولى رئاسة جامعة كولومبيا بعد 6 سنوات تقلدت خلالها قيادة كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، إثر عودتها إلى الأوساط الأكاديمية في عام 2017.