معرض الحج 2024 .. خطوات طموحة لراحة ضيوف الرحمن
تحت شعار "التحول نحو الابتكار والتقنية"، انطلق بمدينة جدة مؤتمر ومعرض خدمات الحج والعمرة 2024، في نسخته الثالثة، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حرصا من وزارة الحج على جمع واستقطاب قادة الفكر والمبتكرين وصُنّاع التغيير لتحقيق التميز والاستدامة في مجال خدمة ضيوف الرحمن، وفقًا لرؤية المملكة العربية السعودية 2030.
وتطمح السعودية إلى زيادة أعداد الحجاج سنويًّا، مع الحرص على سلامة وصحة الحجيج، وقد حجزت 67 دولة من جميع أنحاء العالم لأداء مناسك الحج العام الماضي من خلال تطبيق "نسك"، وفق تصريحات وزير الحج والعمرة، الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة.
رقمنة الحج والعمرة
وأضاف الوزير السعودي، خلال المؤتمر، أن "الوزارة تسعى إلى تطوير التجربة الرقمية لضيوف الرحمن، من خلال توفير جميع الخدمات المتعلقة بالحج والعمرة في تطبيق نسك، بما في ذلك التأشيرات والحجز والنقل والاطلاع على المعلومات التوعوية".
وذكر أن "هناك مؤسسة عائلية تعمل في خدمة الحجاج منذ سنوات، وأن هناك 20 شركة تقدم خدمات عالية الجودة لعدد كبير من الحجاج كل عام"، ووعد بوجود منافسة بين الشركات لخفض أسعار الخدمات وتحسين جودتها.
من جانبه، أشار رئيس الهيئة العامة للطيران المدني عبدالعزيز بن عبدالله الدعيلج، إلى أهمية إنشاء لجنة إشرافية تحت رعاية الهيئة وعضوية جميع الجهات الحكومية والخاصة المعنية بخدمة الحجاج، لرفع مستوى التنسيق بين الجهات المختلفة لتفويج الحجاج من سكنهم وأماكن إيوائهم إلى المطارات بيسر وسهولة.
وذكر أن "الهيئة تحرص على توفير ماء زمزم للحجاج في بلدانهم، لذلك تقوم بشحنه قبل انتهاء الحج"، ووجّه رسالة إلى وكالات الحج والعمرة، طالبًا منهم التنسيق المسبق لجدولة الرحلات واختيار طائرات مناسبة تفي بشروط السلامة، لضمان سلامة الحجاج وعودتهم إلى بلدانهم.
توفير الرعاية الإنسانية
وأكد مدير الأمن العام السعودي، الفريق محمد بن عبد الله البسامي، أهمية الخطط الاعتيادية للأمن العام، معتبرًا إياها أهم الأدوات الوقائية.
وأشار إلى أن الأمن العام يُعِدّ سنويًّا خطة حفظ النظام بالشراكة مع الجهات الأمنية والعسكرية للتدخل في حالات الطوارئ، مؤكدًا أن "العمل الإنساني جزء من ثقافة المجتمع السعودي، ويُمثّل إحدى ركائز الخطط الأمنية".
وأوضح أن "الحجاج المُنوّمين يتم نقلهم من المدينة المنورة إلى المشاعر المقدسة لإتمام مناسك الحج، وذلك في إطار الحرص على توفير الرعاية الإنسانية لهم".
وأشار إلى أن وفدًا من أستراليا قد زار المملكة للاستفادة من تجربة المملكة في إدارة الحشود خلال موسم الحج، وذلك بفضل التعاون والتنسيق بين الجهات الحكومية المختلفة.
وأكد أنه لم يتم تسجيل أي ظواهر تدعو للقلق في المواسم الماضية للحج؛ ما يعكس نجاح منظومة الحج في المملكة التي تُدار بشكل جماعي بفضل نضوج الخطط الأمنية والخدمية.
التقنية والتقنين
ويرى نائب وزير الخارجية السعودي، المهندس وليد عبد الكريم الخريجي، أنه "كلما كانت هناك زيادة في عامل التقنية، كان هناك تقنين للعامل البشري وفرصة لمواجهة الفساد"، مشددًا على أن "المملكة تأخذ كل التحديات بعين الاعتبار لمعالجتها".
وأوضح أمين العاصمة المقدسة مساعد بن عبد العزيز الداود، أنه جرى رش 160 ألف خيمة و90 ألف دورة مياه بالمبيدات في ضوء اهتمام أمانة العاصمة المقدسة بصحة الحجيج، مؤكدًا أن "هذا الإجراء يتم مع نهاية كل عام استعدادًا للموسم الجديد واستقبال ضيوف الرحمن".
رقم تاريخي
وأكد خبير الاقتصاد والعلاقات الدولية، الدكتور إبراهيم جلال فضلون، أن "أداء 13.55 مليون مسلم لمناسك العمرة في عام 2023، يُعدّ رقمًا تاريخيًّا، حيث تجاوز عدد المعتمرين في ذلك العام أعلى رقم سابق بنحو 5 ملايين".
وأوضح فضلون، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "هذا الرقم الكبير يستدعي إقامة حدث ضخم لاستقبال المعتمرين، وتوفير كافة الخدمات اللازمة لهم، بما يضمن سلامة وراحة الجميع".
ويهدف الحدث إلى استقطاب جميع مقدمي الخدمات في هذا الحدث النوعي، بحسب فضلون، وتمكينهم من إنهاء تعاقداتهم مع الشركات المقدمة للخدمات، وإتاحة الفرصة لمكاتب وبعثات الحج بالتعاقد المباشر مع مزوّدي الخدمات.
مشاريع التطوير
وأكد فضلون أن "السعودية تَمضي قُدمًا في تطوير البنية التحتية للمشاعر المقدسة؛ إذ رصدت أكثر من خمسة مليارات ريال لمشاريع التطوير".
وتشمل هذه المشاريع إضافة أكثر من 14 ألف دورة مياه ومناطق استحمام، وذلك لتوفير مرافق صحية كافية للحجاج والمعتمرين، و150 ألف وحدة تكييف جديدة، لمعالجة تحديات الطقس في المشاعر المقدسة، التي تتميز بارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، وفق تصريحات المسؤولين السعوديين.
وأطلقت السعودية تطبيق "KSA Visa" للتأشيرات الإلكترونية في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بهدف تسهيل حصول الحجاج على تأشيراتهم إلكترونيًّا دون الحاجة إلى زيارة السفارة السعودية في بلدهم.
ويساعد هذا التطبيق على مواجهة التحديات الأمنية والصحية؛ إذ سيتيح للسلطات السعودية التحقّق من بيانات الحجاج قبل إصدار التأشيرات، وسيُساعد أيضًا على منع دخول الأشخاص غير المصرّح لهم بدخول المملكة.
