الأردن.. الثلوج تعطل الحياة العامة وانقطاعات بالتيار الكهربائي

أدى تراكم الثلوج في عمّان ومدن أردنية أخرى إلى تعطل الحياة العامة بشكل شبه كامل، إلى جانب انقطاعات بخدمات الكهرباء والاتصالات.

وتأثر الأردن وبلاد الشام، منذ عصر الأربعاء الماضي، بمنخفض جوي مصحوب بكتلة هوائية قطبية، أدّى إلى تراكم الثلوج على الارتفاعات التي تفوق 700 متر عن سطح البحر.

ورغم أن الأردنيين انتظروا تساقط الثلوج كثيرا، في وقت تشهد فيه بلادهم شحا كبيرا بمصادر المياه، إلّا أن الثلوج تسببت بأضرار ملحوظة.

وكانت الحكومة الأردنية أعلنت قبل المنخفض تقليص ساعات الدوام في كافة المؤسسات الأربعاء، وتعطيل الدوام ليوم الخميس.

وبدأ تساقط الثلوج في المدن الأردنية مساء الأربعاء، وامتد حتى ظهر الخميس الماضي، وأدى لإغلاقات واسعة بالشوارع، خاصة في عمّان.

وتسببت إغلاقات الشوارع نتيجة تراكم الثلوج بتعطل حركة السير، وتقطع السبل بعديد من المركبات التي علقت بالثلج.

وأدّت الثلوج أيضا إلى سقوط أشجار في مناطق مختلفة من الأردن، خاصة في غابة مدينة الحسين للشباب بعمّان، التي خسرت ألف شجرة معمرة.

انقطاع الكهرباء لساعات

إلّا أن أكثر ما أثر على الأردنيين، في المنخفض الأخير، انقطاع التيار الكهربائي عن عدد من الأحياء لساعات طويلة، خاصة وسط الأردن.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل مقاطع فيديو قالوا إنها في الأردن خلال المنخفض الأخير، وتظهر انقطاع أسلاك الكهرباء.

https://web.facebook.com/571467359606815/videos/3096895963911451/?__tn__=%2CO

ويعتمد الأردنيون على الكهرباء، بشكل كبير، لتدفئة بيوتهم، ولتسخين المياه للاستخدامات الشخصية.

ودفع اتساع رقعة انقطاع التيار الكهربائي عن البيوت الجهة المنظمة للطاقة في الأردن إلى توعد الشركات الموزعة للكهرباء بإجراءات عقابية، في حال ثبوت تقصيرها.

وفي الأردن 3 شركات خاصة لتوزيع الكهرباء، مكلفة بإيصالها داخل مناطق امتيازها لمختلف المنشآت، وهي شركة الكهرباء الأردنية لإقليم الوسط، وتوزيع الكهرباء لجنوب الأردن، وشركة كهرباء إربد للشمال.

وتتزود هذه الشركات بالطاقة من شركة مملوكة بالكامل للحكومة الأردنية، هي شركة الكهرباء الوطنية.

وقال رئيس مجلس مفوضي هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن في الأردن، حسين اللبون، إن "الهيئة لن تتهاون مع أي تقصير في تزويد المواطن بالخدمات اللازمة".

وأضاف، في تصريح نقلته وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا"، أن "الهيئة ستتخذ الإجراءات اللازمة بحسب اشتراطات الرخص ومعايير الأداء وأحكام القانون للتعامل مع نتائج أداء الجهات العاملة في القطاع خلال فترة المنخفض".

وبلغ عدد الأعطال الكهربائية التي وقعت في الأردن منذ بدء المنخفض الجوي، حتى صباح الجمعة، 2901 عطل لدى جميع شركات توزيع الكهرباء، تركزت غالبيتها لدى "الكهرباء الأردنية" بنسبة 87%.

وجاءت هذه الانقطاعات بالرغم من إعلان قطاع الطاقة في الأردن "حالة الطوارئ" قبيل بدء تأثير المنخفض.

https://web.facebook.com/301561125978/videos/1330453930714316/?__tn__=%2CO

وكان الأمن العام الأردني، دعا المواطنين إلى عدم الاقتراب من أسلاك الكهرباء التي تعرضت للقطع.

مطالبات بالمحاسبة

وأثارت الانقطاعات المتكررة بالكهرباء استياء شريحة واسعة من الأردنيين المتضررين، ومطالبات بمحاسبة الشركات التي تحصل على الثمن الحقيقي لاستهلاك الكهرباء، دون دعم للفواتير.

ودعا خبير الطاقة الأردني، عامر الشوبكي، إلى محاسبة شركات توزيع الكهرباء "على تقصيرها، ومخاطر انقطاع الكهرباء عن بعض المرضى في هذه الظروف الصعبة".

وقال الشوبكي عبر "فيسبوك": "فشل ذريع لشركات توزيع الكهرباء بعد انقطاعات امتدت في بعض المناطق إلى 14 ساعة، عدا عن آلاف الأعطال".

انقطاع الاتصالات

وتسبب الانقطاع المتكرر في التيار الكهربائي إلى انقطاعات طالت خدمات الاتصال والإنترنت، وفق هيئة تنظيم قطاع الاتصالات في الأردن.

ووفق "بترا"، أكد رئيس الهيئة بسام السرحان أن "انقطاع التيار الكهربائي أدى إلى انقطاع العمل عن أبراج الاتصالات، رغم تزويدها ببطاريات احتياطية تستمر بالعمل لفترة محددة لا تتجاوز 6 ساعات".

وقال إن "انقطاع التيار الكهربائي أدى إلى استنزاف قدرات البطاريات، ما أدى إلى انقطاع في تغطية شبكات الاتصالات، وأيضا انقطاع معظم خدمات الإنترنت التي تعمل باستخدام الكهرباء".

نقص الغاز

واشتكى أردنيون من نقص في أسطوانات الغاز خلال المنخفض، التي يُعتمد عليها لغايات التدفئة والطبخ.

وربط نقيب أصحاب محطات المحروقات في الأردن نهار سعيدات بين إغلاق الشوارع بسبب تراكمات الثلوج، وعدم القدرة على إيصال الأسطوانات للمنازل.

وقال سعيدات إن "2500 سيارة توزيع غاز عملت في كافة مناطق الأردن يوم الجمعة، حيث سارت عمليات التوزيع دون مشاكل".

وبلغ مجموع ما جرى طلبه في الأردن، أيام الأربعاء والخميس والجمعة، من أسطوانات الغاز نحو 700 ألف أسطوانة، في حين يبلغ معدل الاستهلاك الاعتيادي اليومي في فصل الشتاء ما يقارب 150 ألف أسطوانة.