الماموث الصوفي
الماموث الصوفي Getty Images

علماء يثيرون جدلًا واسعًا بإعادة إحياء حيوان منقرض

أثارت شركة أمريكية جدلًا واسعًا بعد الكشف عن خططها لإعادة إحياء حيوان الماموث الصوفي الضخم وراثيًّا، بحسب تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست".

وقالت شركة "كولوسال بيوساينسيس" Colossal Biosciences، المختصة بالتكنولوجيا الحيوية ومقرها دالاس، إنها أنتجت مجموعة من الخلايا الجذعية للفيل الآسيوي، التي يمكن تحويلها إلى أنواع أخرى من الخلايا اللازمة لإعادة بناء العملاق المنقرض، أو على الأقل تصميم فيل يشبهه ليعيش على كوكب الأرض مرة أخرى.

وبالنسبة للمؤيدين، فإن إعادة الحيوانات التي اختفت يعد فرصة لتصحيح دور البشرية في أزمة الانقراض المستمرة، ويقولون إن التقدم في مجالهم قد يعود بفوائد على الحيوانات التي لا تزال معنا، بما في ذلك الأفيال المهددة بالانقراض.

ومع ذلك، فإن التحديات التقنية المتمثلة في ولادة ماموث حي يتنفس، تظل هائلة، حيث يثير المشروع أسئلة أخلاقية صعبة: من الذي يقرر ما يعود؟ أين ستذهب الأنواع التي تولد من جديد؟ هل يمكن إنفاق الأموال بشكل أفضل في مكان آخر؟ وكيف تؤثر جهود الإحياء على الحيوانات نفسها؟

بقايا حيوان الماموث الصوفي في سيبيريا
بقايا حيوان الماموث الصوفي في سيبيرياإيرونا هيسولي

هل يمكن إعادة إحياء الماموث فعلًا؟

خلال العصر الجليدي الأخير، تنقَل الماموث الصوفي عبر أوراسيا وأمريكا الشمالية وجنوبًا حتى الغرب الأوسط الحديث.

وبعد انقراضه قبل 4000 عام، تجمدت بعض الجثث في السهول الجليدية فلم تحافظ على عظامها فحسب، بل أيضًا على لحمها وفرائها؛ ما أتاح لعلماء الحفريات فرصة جمع أجزاء من حمضها النووي. كما تم حفظ بعض لحومها بشكل ممتاز.

وبحلول عام 2015، تابع العلماء تسلسل مخطط الماموث الجيني بشكل جيد بما يكفي لتقديم دليل محتمل لإعادة إحيائه. ولكن لاختبار ما يفعله كلٌ مِن هذه الجينات بالضبط، والتي تعطي هذا الكائن أنيابًا منحنية، وبنية دهنية، وفراءً سميكًا، تطلب الأمر خلايا جذعية من الفيل لهندسة حمضه النووي ونمو عينات لأنسجته.

ويقول الباحثون إن العلماء تمكنوا من إنتاج خلايا جذعية في المختبر لحيوانات أخرى، بما في ذلك البشر والفئران والخنازير وحتى وحيد القرن. لكن لسنوات، كان الحصول على الخلايا الجذعية المناسبة لأفيال الماموث لاختبار كل خصائص المناخ البارد أمرًا بعيد المنال، ويرجع ذلك جزئيًّا إلى قدرة خلاياها على تجنب السرطان؛ ما جعل إعادة برمجتها أمرًا صعبًا لسنوات.

أما فريق Colossal فقالوا إنهم أنتجوا الخلايا الجذعية التي يحتاجونها عن طريق قمع الجينات المضادة للسرطان وإغراق الخلايا في الكوكتيل الكيميائي المناسب.

وفي نهاية المطاف، تريد الشركة تعديل نواة خلية جذعية وراثيًّا باستخدام جينات الماموث ودمجها في بيضة فيل. ومن هناك، إذا سار كل شيء وفقًا للخطة، فسوف يقومون بزراعة الجنين في بديل الفيل وانتظار ولادته.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com