دورية لمكافحة المخدرات في مطار خواريز الدولي بالعاصمة المكسيكية
دورية لمكافحة المخدرات في مطار خواريز الدولي بالعاصمة المكسيكيةرويترز

تقرير: المكسيك تغرق في رمال المخدرات المتحركة

 ذكرت صحيفة "إل باييس" الإسبانية، أن المخدرات حولت المكسيك إلى حفرة من الرمال المتحركة وأن البلد تغرق منذ سنوات دون وجود أي حلول.

وأضافت الصحيفة في تقرير أن "ما زاد الأمور تعقيدًا أن تجار المخدرات أصبحوا لا يكتفون بتهريب وبيع المخدرات فقط، بل استغلوا الأموال الوفيرة التي يجنونها في الاستثمار في قطاعات أخرى".

ومن هذه القطاعات "أعمال البناء، وصيد الأسماك وصناعة الأخشاب، والسياحة، وسيارات الأجرة، وأسواق المنتجات المقلدة ، ومحلات الدواجن، والبيرة، وتوزيع المياه؛ وحتى الأسلحة والطائرات المسيرة".

وقال التقرير إنه "لم يقف الأمر عند هذا الحد فقط، فبعد أن أصبحت القوة الاقتصادية بأيديهم توجهوا إلى السياسة وبدأوا بتمويل حملات مرشحين معينين ليكونوا اللسان الذي ينطق باحتياجاتهم ويفتح لهم آفاقًا جديدة للعمل والربح".

وتابع: "بالطبع هذا الجانب يرافقه عمليات ابتزاز سياسي أيضًا لمرشحين آخرين باستخدام المال أو العصابات المسلحة التابعة لهم".

وزاد: "بالرغم من جهود الحكومة المكثفة والتي تمكنت من اعتقال بعض زعماء تهريب المخدرات، فإن الجميع تفاجأ بأن هذه التنظيمات كساق شجرة بألف فرع".

ووفق الصحيفة، فإنه "كلما يتم اعتقال زعيم عصابة يظهر مكانه أربعة أو خمسة، في بعض الأحيان من العائلة ذاتها. ومثال ذلك "هيدرا" وهي شجرة عائلة هائلة من الآباء والإخوة والشركاء الذين يستولون على أي منطقة".

وأوضحت أنه "علاوة على أسلوبهم في تغيير طريقة الإنتاج والتهريب والتوزيع. إذ سابقًا كانت الجبال طريق المخدرات ومكان زراعتها لكنهم الآن تمددوا إلى المجتمعات الريفية وبدأوا باستمالة عواطف السكان وكسب ولائهم بتقديم المعونات المالية والعينية والطعام والشراب؛ فأصبحوا حتى عيونًا لهم تمدّهم بتحركات الأمن".

وكان الرئيس المكسيكي  دعا بنفسه إلى مكافحة الفقر، ومضاعفة المنح الدراسية والمساعدات الاجتماعية حتى لا يعتبر الشباب الجريمة وسيلة للحصول على احتياجاتهم.

وبينت "إل باييس" أن "المكسيك اليوم على أبواب انتخابات 2024 التي ستفرز رؤساء البلديات والمحافظين والنواب وأعضاء مجلس الشيوخ، ورئيس جديد للمكسيك؛ فهل ستتغير الحال أو ستلعب المخدرات دورها وتفرز مرشحيها؟.

واختتمت تقريرها بالقول إن "المكسيك لن تكون قادرة على الخروج من هذا بمفردها. هناك حاجة إلى التعاون مع الدول الأخرى، ولا بدَّ من اتفاقية أمنية كبيرة مشتركة لأمريكا الشمالية، تشترك فيها الولايات المتحدة وكندا، وتوحيد القوانين، وبالطبع توفير التقنيات الجديدة للأمن وتدريب الموارد البشرية".

المصدر: صحيفة "إل باييس" الإسبانية

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com