التواصل الاجتماعي
التواصل الاجتماعيرويترز

احذروا الإفراط في مشاركة معلوماتكم عبر "التواصل الاجتماعي"

شهدت ظاهرة مشاركة المعلومات تحولًا كبيرًا في عصر التواصل الاجتماعي الواسع، إذ أصبحت المنصات الإلكترونية مساحات يتسنى للأفراد نشر تفاصيل حياتهم فيها بحرية؛ ما يؤدي إلى طمس الخطوط الفاصلة بين ما يعتبر خاصًا وعامًا، وفق صحيفة "الغارديان".

ولتقديم مقياس لمستوى الإفراط في هذه المشاركة، نشرت الصحيفة البريطانية تقريرًا حول كيفية مشاركة الأفراد لأفكارهم وعواطفهم وتجاربهم الشخصية عبر الإنترنت.

ووسط هذا المشهد المتطور، تساءلت "الغارديان" عن مقدار المعلومات الشخصية الذي يعد أكثر من اللازم.

وبحسب التقرير، فإن المبالغة في نشر التفاصيل الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي ليست ظاهرة جديدة، لكنها اكتسبت اهتمامًا أكاديميًا من خلال دراسة أجريت على المراهقين، والتي أوضحت أن الإفراط في المشاركة قد يكون مرتبطًا أيضًا بحالات نفسية مثيرة للقلق.

وحثت نتائج الدراسة على التفكير في الدوافع وراء مشاركة الأشخاص حياتهم عبر الإنترنت، وكيفية تعريف الإفراط في المشاركة في السياق الرقمي، إذ إن مصطلح "المشاركة المفرطة" يعني "الكرم المفرط بمعلومات حول الحياة الخاصة للفرد أو الحياة الخاصة للآخرين".

وقالت الصحيفة إن ظهور الأشخاص المؤثرين، الذين يتم تعويضهم ماليًا نتيجة مشاركتهم لجوانب من حياتهم، ساهم في تغيير المعايير حول هذا الإفصاح الشخصي المبالغ فيه.

تحذيرات من الآثار الضارة لمنصات وسائل التواصل الاجتماعي
تحذيرات من الآثار الضارة لمنصات وسائل التواصل الاجتماعي رويترز

وألقت الدراسة الضوء على الأشكال المتنوعة للمشاركة المفرطة، وكيف يمكن للأفراد الكشف عن مشاعرهم الداخلية وآرائهم وحياتهم الخاصة عبر الإنترنت، أكثر مما قد يكشفون عنها في التفاعلات وجهًا لوجه.

ووجدت الدراسة أن أولئك الذين شاركوا حياتهم على نطاق واسع عبر الإنترنت، أظهروا مستويات أعلى من القلق، وميولاً للبحث عن الاهتمام، والرغبة الشديدة في النشر.

ويمتد الإفراط في المشاركة إلى ما هو أبعد من مجرد الظهور أو صنع المحتوى، ليشمل سلوكيات مثل "التصيد بالحزن"، حيث يشارك الأفراد تجارب سلبية عبر الإنترنت للحصول على مزيد من التعاطف، وفق الصحيفة.

ولفتت إلى أن الدراسات كشفت عن وجود ارتباطات بين التصيد بالحزن وقضايا الصحة العقلية، مثل القلق والاكتئاب؛ ما يسلط الضوء على العواقب المحتملة للإفراط في المشاركة.

وتزداد معضلة الإفراط في المشاركة تعقيدًا بسبب نظرية الاختراق الاجتماعي، التي تفترض أن الكشف عن الذات أمر بالغ الأهمية في تطوير العلاقات، مع التركيز على تحقيق التوازن، حيث إن المشاركة الزائدة أو القليلة جدًا يمكن أن تعيق التطور الطبيعي للعلاقات الاجتماعية، وفق تقرير الصحيفة.

وقالت "الغارديان" إنه "بينما نتنقل عبر الديناميكيات المعقدة للمشاركة المفرطة في العصر الرقمي، يصبح من الواضح أن إيجاد التوازن الصحيح أمر بالغ الأهمية"، مشيرة إلى أن إدراك الطبيعة الذاتية للمشاركة وفهم الآثار النفسية يمكّنان الأفراد من الانخراط في تفاعلات هادفة عبر الإنترنت دون المساس بسلامتهم.

وأكدت أن تحقيق هذا التوازن الدقيق سيبقى يشكل تحديًا دقيقًا في عصر تتغير فيه الحدود بين الحياة العامة والخاصة باستمرار.

أخبار ذات صلة
حرب بلا دخان.. منصات التواصل الاجتماعي تواجه تحقيقات بتزوير الحقائق

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com