عكا.. مدينة تراثية تبخرت على أسوارها أحلام نابليون (صور)

"عكا" مدينة التراث الفلسطينية ذات الموقع الإستراتيجي المهم، ضُرب المثل بأسوارها المنيعة التي مكنتها من هزم أقوى الجيوش، تمتاز بموقعها الإستراتيجي على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط على الطرف الشمالي من خليج حيفا المعروف بخليج عكا سابقًا.

وعكا من المدن المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" للتراث العالمي، حيث تحتوي العديد من الأماكن التاريخية المميزة، أهمها: حدائق البهجة، وضريح مؤسس الديانة البهائية بهاء الله.

والمدينة بها سور "الجزار"، الذي أقيم على بعد 15 مترًا من السور الداخلي للمدينة، ويتألف من 9 أبراج للمراقبة، أهمها: "كريم، والسلطان، والكومندار"، والتي كانت تشمل مرابض ضخمة للمدفعية أثناء الحصار الفرنسي.

وأثبتت الأسوار صمودها ومناعتها أمام حصار الجيش الفرنسي للمدينة عام 1799، والذي قاده نابليون بونابرت، كما إن بها مقام النبي صالح المتواجد بالمقبرة الإسلامية جنوبًا، وأضرحة الفلسطينيين الثلاثة الذين جرى إعدامهم إبان الانتداب البريطاني "فؤاد حجازي، ومحمد جمجوم، وعطا الزير".

والمدينة ورد اسمها في التوراة، وتعرضت بالقرن الرابع للغزو من الإسكندر الأكبر، فيما تتمتع بموقع اقتصادي وتجاري متميز، وذلك بفضل مينائها الذي يعد من أهم وأقدم موانئ فلسطين التاريخية لصيد الأسماك، ويعمل سكانها بمجالات متعددة أبرزها الصيد والسياحة والتجارة.

وكانت المدينة تُعدُّ مرسى مهمًّا بالمنطقة، وهو ما دفع الكثير من الجيوش لتنفيذ حملات عسكرية من أجل السيطرة عليها، وتعرَّضت لأكثر من عملية غزو، كان أبرزها من الفرنجة والصليبيين، في حين أنشأ المسلمون بها عام 20 للهجرة دارًا لصناعة السفن.

وقبل النكبة الفلسطينية عام 1948، كان أغلب سكان المدينة من المسلمين، وكانت الطائفة اليهودية صغيرة؛ إلا انه ومع ارتفاع وتيرة الاستيطان أصبح المسلمون يشكلون العدد الأقل من السكان، وهو ما أدى لتغييرات جوهرية فيها.

أسوارها الشهيرة بنيت في القرن الـ18 إبان حكم الشيخ طاهر العمر الزيداني، وحُكمت في نهاية القرن الـ19 من القائد العسكري أحمد باشا الجزار، ويعود لها الفضل في وقف الحملة الفرنسية لجيش نابليون.

وحسب المؤرخين، فإن القائد الفرنسي قال كلمة شهيرة على أسوارها بعد أن فشل في اقتحامها والسيطرة عليها: "تحطمت أحلامي على أسوارك يا عكا، وداعًا لا لقاء بعده".

وعلى مر التاريخ كان للمدينة عدة أسماء، إذ أطلق عليها الكنعانيون اسم "عكو" والتي تعني "الرمل الحار"، وسماها المصريون "عكا" ونقلها عنهم العبرانيون، أما اليونانيون فأطلقوا عليها اسم "عكي"، في حين سُميت في العهدين الكلاسيكي والبيزنطي باسم "بتوليمايس".