أبحاث أثرية في "سجلماسة".. ما قصة هذه المدينة التاريخية في المغرب؟

في إطار مشروع برنامج تأهيل موقع "سجلماسة" الأثري جنوبي شرق المغرب، شرعت بعثة أثرية من معهد الآثار، في أبحاث أركيولوجية جديدة تستمر شهرا في الموقع الذي يعود تأسيسه إلى القرن 8.

وأكد الأستاذ بمعهد الآثار، لحسن تاوشيخت، أن "مشروع تأهيل موقع سجلماسة، يهدف إلى إعادة الاعتبار للمكتشفات الأثرية لمختلف البعثات العلمية السابقة، إذ ينتظر أن يعود المشروع على المدينة وساكنتها برواج اقتصادي واجتماعي".

وأوضح تاوشيخت في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن هذه "الأبحاث الميدانية تدخل ضمن برنامج تنموي متكامل للموقع من خلال إبراز كنوزه الأثرية والمعمارية، وسبل المحافظة عليها من خلال إعطاء صورة جديدة للموقع الأثري تعكس تاريخه الكبير".

وأبرز الأستاذ في معهد الآثار، أن "مدينة سجلماسة تعتبر من المراكز الحضرية الإسلامية الأولى التي شيّدت في المغرب الأقصى، وبرزت على مستوى الأحداث السياسية انطلاقا من منتصف القرن 8 الميلادي".

وقال المتحدث ذاته: "بُنيت سجلماسة على الأرجح عام 757 ميلادية، وكانت إلى حدود عام 1054، إمارة تعاقب على حكمها كل من المدراريين والمغراويين، وابتداء من منتصف القرن 11 وإلى نهاية القرن 14 دخلت تحت سيطرة الحكم المركزي في المغرب، فتحولت بذلك إلى ولاية أو إقليم تحت سيادة المرابطين، ثم الموحدين، فالمرينيين".

ولفت لحسن تاوشيخت، أنه "اعتبارا لموقعها المتميز على مفترق مسالك تجارة القوافل حينها، تحكمت سجلماسة في تجارة الذهب بشكل أساسي، كما اشتهرت بغناها بمناجم الفضة والنحاس، وهيمنتها على المناجم المجاورة، وكانت أيضا نشيطة في سك العملة".