باحثون يطورون خوارزميات ذكية تتنبأ بالأمراض النادرة

طور باحثون من جامعة "فلوريدا" الأمريكية خوارزميات تستخدم الذكاء الاصطناعي لمعرفة قابلية إصابة الأشخاص بالأمراض النادرة، بناء على سجلهم الطبي الإلكتروني، ما يساعد على تشخيصهم ومعالجتهم في وقت مبكر.

ويطلق المجتمع الطبي على بعض الأمراض اسم "زيبرا" أي حمار الوحش؛ بسبب ندرة هذه الأمراض وقلة حدوثها، وعندما تكون نسبة الإصابة فيها أقل من 200 ألف في دولة ما، تُصنّف كأمراض نادرة.

ويوجد 7 آلاف مرض نادر حول العالم، ويبلغ عدد المصابين بالأمراض النادرة في الولايات المتحدة وحدها حوالي 10% من إجمالي السكان.

وقال الأستاذ الدكتور جيانغ بيان، المشارك في الدراسة: "نظرا لقلة وضوح أعراض الأمراض النادرة، وقلة عدد الأشخاص المصابين بها، يمثل تشخيصها ودراستها تحديا صعبا"؛ وفقا لموقع ميديكال إكسبريس.

وأضاف: "تؤدي صعوبة التشخيص إلى مرور أعوام عدة قبل معرفة المرضى بإصابتهم واتخاذ إجراءات علاجية لأمراضهم".

ويمكن للخوارزميات القائمة على الذكاء الاصطناعي أن تطلق إنذارا ينبه الأطباء عندما يكون أحد المرضى معرضا للإصابة بمرض نادر وفقا لسجله الطبي.

ونجح الباحثون في تشخيص المرضى المعرضين للإصابة بسبعة أمراض نادرة، اعتمادا على نماذج تعلم الآلة، التي تتلقى كميات كبيرة من البيانات لمعالجتها واستخراج أنماط محددة منها.

وقال الأستاذ الدكتور يونغ تشين، قائد الفريق البحثي: "اتخذنا خطوة مثيرة للاهتمام، تسمح بإغناء مراكز اتخاذ القرار في العيادات اعتمادا على الذكاء الاصطناعي، ما يقلل من خطورة وتكلفة تأخر تشخيص الإصابة بالأمراض النادرة".

واختبر الباحثون النظام الذكي المدعو "باندا" في تشخيص مرض نادر يسبب التهابا شديدا لأعضاء الجسم، ومن الممكن أن يؤدي إلى الموت، إذ إن نسبة الموت تكون مرتفعة في العام الأول بعد التشخيص، الذي يمتد لأعوام عدة بعد الإصابة بالمرض.

ويمكن للتشخيص المبكر للأمراض النادرة أن يحسن من خيارات العلاج ونتائجه، وعندما نحدد نسبة الإصابة حتى لو كانت منخفضة بمقدار 10% يستطيع الأطباء الاستفادة في تحسين قراراتهم فيما يخص حالة المريض.

ويواجه الأطباء والمصابون بالأمراض النادرة تحديات عديدة عند التشخيص، نتيجة تداخل أعراض الأمراض النادرة مع الأمراض الشائعة، ولكن استخدام سجل المريض الإلكتروني يمكن الخوارزمية الذكية من تحديد الأعراض بدقة عالية.

ويخطط الباحثون لاختبار خوارزميات الذكاء الاصطناعي على أنظمة طبية عدة، وعند إثبات فاعليتها، من المقرر أن تصبح متاحة للاستخدام في تشخيص مختلف الأمراض.