"واشنطن بوست": تعدين الكوبالت في الكونغو يهدد أجيالاً بأكملها

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن وجود ضغط هائل من أجل إنتاج معدن "الكوبالت"، الذي يعد عنصرًا أساسيًا في معظم بطاريات السيارات الكهربائية، والعديد من الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية.

وتعرف جمهورية الكونغو الديمقراطية بأنها "ملك الكوبالت"، ففي عام 2022 شكلت الكونغو وحدها حوالي ثلاثة أرباع الإنتاج العالمي، وفقًا لتقرير صادر عن Benchmark Mineral Intelligence.

وأضافت الصحيفة أنه في العام 2016، نشرت منظمة العفو الدولية ومنظمة حقوق الإنسان الكونغولية تقريرًا يُفصل الوفيات والإصابات بين عدد لا يحصى من الأطفال الذين يعملون في مناجم صغيرة، وغالبًا في أنفاق محفورة يدويًّا كانت تنهار كثيرًا وتدفن عمال المناجم الصغار على قيد الحياة.

وتصدرت هذه الأخبار، حول ظروف العمل السيئة في قطاع التعدين في الكونغو، عناوين الصحف العالمية، مما دفع الصناعات التي تنتج "الكوبالت" وتستخدمه، إلى وضع معايير طوعية تلتزم بقواعد السلامة والشروط الدولية؛ وذلك مع التشديد على حظر عمالة الأطفال.

لكن الطلب على "الكوبالت"، الذي تنتج الكونغو 90% منه ارتفع مع زيادة الطلب على السيارات الكهربائية. كما يتوقع أن يزداد الطلب على المعدن بمقدار 20 ضعفًا بحلول عام 2040، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.

وأكملت الصحيفة قائلة إن "استخراج هذه المعادن ومعالجتها، في الأجزاء النائية من العالم، غالبًا ما يؤدي إلى خسائر كبيرة وغير معترف بها إلى حد كبير على العمال والمجتمعات المحلية والبيئة، وفي غياب المحاسبة الكاملة، هناك خطر من أن التحول إلى الطاقة الخضراء يمكن أن يكرر التاريخ المؤلم للثورات الصناعية السابقة.

واستشهدت الصحيفة بزيارة بعض صحفييها لمواقع التعدين، وقالت: إن التعدين عمل خطير سواء كان آليًّا أو يدويًّا، ويزيد الخطر ما شاهدوه من غياب لمعايير السلامة والملابس الواقية.

وبحسب سجلات منظمة حقوق الإنسان الكونغولية، أصيب أكثر من 36 عاملًا بإصابات متنوعة لم يتم تقييد بعضها في السجلات، كما أجرى 28 عامل آليات ثقيلة في المناجم الآلية عمليات جراحية في الظهر.

يضاف إلى ذلك حالات الوفاة والإصابات البليغة في مواقع التعدين غير الرسمية.

المصدر: صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية