استهدفت الحرب الإسرائيلية خلال أكثر من مائة وستين يومًا مئات المساجد في قطاع غزة بالقصف والتدمير بذريعة أنها تتبع لحركة حماس؛ ما أدى إلى تعطيل أداء الشعائر الدينية في المساجد، لا سيما مع دخول شهر رمضان الذي يزداد فيه عدد روّاد المساجد خصوصًا في صلاة التراويح.
وحول ما تتعرض له المساجد في قطاع غزة بسبب الحرب الإسرائيلية قال مدير الإعلام في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بغزة إكرامي المدلل، إن آلة الحرب الإسرائيلية ومنذ اليوم الأول لإعلان الحرب استهدفت بشكل مركز المساجد ودور تحفيظ القرآن الكريم.
وأضاف المدلل في حديث لـ"إرم نيوز"، بأن القصف الإسرائيلي الممنهج لبيوت العبادة، أدى إلى عدم قدرة المواطنين على أداء صلاتهم داخل المساجد، مشيرا إلى أن ذلك شكل هاجسا بالنسبة للمواطنين، وحال دون ارتيادهم للمساجد.
وتابع قائلا: "نفتقد المساجد خلال شهر رمضان بعدما كانت تتزين بصلاة التراويح وبزينة رمضان ونقيم فيها دروس الدين اليومية، بالإضافة إلى مشاريع الإفطار للصائمين التي كانت تشرف عليها الوزارة بالتوافق مع أئمة المساجد".
وأشار إلى أن "الحرب حرمت أبناء قطاع غزة من أداء صلواتهم وممارسة عباداتهم المكفولة في كل الشرائع والمواثيق الدولية وحوّلت دور العبادة إلى كومة ركام".
ولفت المسؤول الإعلامي إلى أن التكلفة التقديرية لما تم تدميره من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية من المساجد ودور حفظ القرآن خلال 160 يومًا تتعدى 400 مليون دولار، رغم عدم الإحصاء الكامل للمساجد المدمرة في بعض المناطق بسبب القتال فيها.
من جهته قال الشيخ علي العجوري وهو إمام مسجد، إن الجيش الإسرائيلي تعمّد خلال حربه قصف المساجد ودور العبادة وتحفيظ القرآن.
وأضاف العجوري في تصريح لـ"إرم نيوز" بأن الجيش الإسرائيلي قصف ودمر مئات المساجد على طول القطاع ومنع هذه المساجد من رفع الآذان وأداء الصلوات، حيث توقفت المساجد التي لم يتم قصفها عن استقبال المصلين، ممن باتوا يخشون على حياتهم جراء القصف.
وقال إن آلة الحربية الإسرائيلية، لم تتوقف عند هذا الحد من تدمير وهدم للمساجد، بل قتلت الأئمة ونكَّلت بعائلاتهم وقصفتهم وهم في بيوتهم آمنين، مشيرا إلى أن إسرائيل قتلت أكثر من 100 داعية وخطيب في قطاع غزة على رأسهم خطيب المسجد الأقصى ووزير الأوقاف الأسبق الشيخ يوسف سلامة.
وتابع قائلا: "كنّا ننتظر شهر رمضان طوال العام لحث المواطنين على التقرّب إلى الله وأداء الصلوات جماعة في المسجد حيث كانت تزداد أعداد المصلين في شهر رمضان، بالإضافة إلى أداء صلاة التراويح التي كان لها رونق خاص في التضرع والابتهال وطول السور القرآنية المقروءة".
وأردف العجوري قائلا: "لقد حرمنا الاحتلال الإسرائيلي من كل ذلك منذ قرابة ستة أشهر، ويمنعنا من حق ثابت وأصيل ومكفول وهو الحق في العبادة وحرية الصلاة في المساجد، وسط صمت عالمي ودولي مطبق"، متسائلًا هل هذا هو رد العالم في حال دمر المسلمين الكنس اليهودية في العالم".