مدرسة الروابي
مدرسة الروابينتفليكس

مسلسل "مدرسة الروابي 2".. مراهَقَة دراميّة بنهاية مأساوية

بعد ثلاث سنوات على إنتاج الجزء الأول، يعود مسلسل مدرسة الروابي إلى نتفليكس بست حلقات أتاحتها المنصة العالمية دفعة واحدة، من تأليف تيما الشوملي وشيرين كمال، بالاشتراك مع الكاتبة والمنتجة المنفذة إسلام الشوملي، وإخراج تيما الشوملي.

لم يأتِ الجزء الثاني استمرارا للأحداث الماضية التي دارت حول ست بنات في تلك المدرسة، وانتهت بجريمة شرف لإحداهن؛ إذ تم استبدالهن ببنات جدد مع تغيير في بؤرة التركيز نحو هوس السوشال ميديا وانعكاساته النفسية والاجتماعية على مراهقات الصف الحادي عشر.

ويظهر العمل بنات ذاك الجيل فارغات العقول، ومستهترات، يلهثن وراء اللايكات وزيادة عدد المتابعين على تيك توك وإنستغرام، من دون أي نموذج إيجابي يوازن المعادلة، مع أحداث سطحية، وخطوط درامية هشّة، وشخصيات نمطية كالفتاة الساعية إلى الكمال، والمتنمرة، والمنطوية على نفسها، وعديمة الشخصية، والمتمردة.

كل ذلك من دون أي اجتهاد في التكوين النفسي للشخصيات، ولا محاولة لصياغة حوارات جيدة بينها؛ إذ لا يعني مقاربة حياة فتيات تافهات درامياً أن نتخلى عن قيم الدراما وتفعيل جدواها، فالحلقات الست اكتفت بصراعات ساذجة بين الطالبات الساعيات لإثبات أنفسهن كنجمات سوشال ميديا، وبين الطالبات والإدارة الجديدة الراغبة بتفهمهن وتفهم مشاكل جيلهن، لكن من دون جدوى.

مدرسة الروابي
مدرسة الروابينتفليكس

إنكار لدور الأهل

وتظهر معظم الفتيات مُتَفَلِّتَات عن الواقع، وغارقات في وهم الميديا الجديدة، يلهون على هواهن، ويسهرن، ويتسوَّقن، ويواعدن، وكل ذلك من دون أن نرى أي وجود حقيقي للأهل كداعم للمراهقات في تلك الفترة العمرية الخطيرة، سوى رغبة أم "تسنيم" بأن تكون ابنتها كاملة جمالاً وعلماً وموسيقى ولياقةً من دون أن تنتبه إلى أن تلك المراهقة تعاني من متلازمة "اضطرابات الأكل".

بالمقابل لا نرى أهل "سارة" سوى في مشهدين: الأول للأب الناقم بأنه سجل ابنته في مدرسة خاصة لا تتناسب مع مستواه المادي، والثاني للأم بعدما علمت بأن ابنتها باتت مشهورة على وسائل التواصل الاجتماعي ففرحت؛ لأنها ستتفاخر بها أمام صديقاتها وجاراتها.

هذا الإنكار لدور الأهل وتجنبه في العمل، أضعف المعالجة وحوَّلها من دراما عن المراهقين إلى مجرد مراهقة درامية في ظل عدم الجدية بطرح الموضوع، والاكتفاء بوجهات نظر ساذجة حول خطورة السوشال ميديا ودورها في ضياع جيل بأكمله، من مثل الابتزاز الجسدي الرخيص الذي تعرضت له "سارة" ولم تفلح في التستر عليه.

وهناك ضرب مجاني لمهنة صناعة الأفلام بتحويلها عبر شخصية "شمس" المنزوية إلى مجرَّد تلصُّص على حيوات الآخرين، وفضح أفعالهم عند الضرورة، من دون أن نعلم كيف استطاعت أن تزرع كاميرات مراقبة في كل أنحاء المدرسة، بما في ذلك حماماتها، ضاربةً بعرض الحائط أي خصوصية ممكنة.

شخصية شمس
شخصية شمسمدرسة الروابي- نتفليكس

نهاية مأساوية

كما أن الصراع بين القيم التقليدية للتربية وقيمها المعاصرة جاء هشَّاً، وفيه الكثير من الخطابية الفارغة، عبر شخصية المديرة فريدة، وشخصية مدرسة العلوم عبير، التي ترفض تدريس البنات ما يزيد معرفتهن بأجسادهن، رغم أنه من ضمن المنهاج المدرسي.

مفارقات غرائبية تحصل في المسلسل ومنها النهاية المأساوية للفتاة عديمة الشخصية، والتي كانت تتبع ابنة عمتها في كل شيء، ورغم الصحوة التي حصلت للكثير من بنات المدرسة والتغيُّر في تعاطي بعضهن مع بعض، ومع رفاقهن في مدرسة الشباب، إلا أنها ظلَّت صحوة غائمة وبلا إقناع، مثلها مثل الكثير من الانعطافات في شخصياتهن التي جاءت بلا مبرر حقيقي.

وفوق كل هذه الهشاشة الدرامية جاء تصوير الشوملي تقليدياً ولا يوائم موضوعة معاصرة كهذه، ولم يكن في المشاهد أي ميزة إذا استثنينا استخدامها لأغانٍ يسمعها هذا الجيل وتنسرب بوجدانه، ليكون هذا العمل بمجمله مراهقاً ويحتاج إلى الكثير من الاشتغال على النص أولاً وبعدها تأتي بقية التفاصيل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com