"أرغو".. فيلم جزائري يروي سيرة شاب يتطلع للتحرر من سلطة الأعراف الاجتماعية
يطرح الفيلم الروائي الجزائري "أرغو" (احلم) للمخرج عمر بلقاسمي قضايا الحرية والاختلاف وسلطة الأعراف الاجتماعية ووقوفها في وجه الرغبة في الحلم والانعتاق لا سيما لدى الشباب والنساء.
وعُرض الفيلم في إطار المسابقة الرسمية لمهرجان الجزائر الدولي الحادي عشر للسينما المخصص للفيلم الملتزم، الذي اختتم مساء السبت.
وتم إنتاج الفيلم في 2021 ويمتدّ على مدار 97 دقيقة، ويروي قصة شاب في العشرينات يدعى "كوكو" يعيش في قرية جبلية بمنطقة القبائل الجزائرية، ويواجه رفضا من مجتمعه لاختلاف شخصيته ومظهره وسلوكه.
واعتبارا لسطوة الأعراف الاجتماعية يضطر الشاب إلى كبت حريته ورغبته في أن يعيش كما يريد، ورضخ لوصاية المجتمع بدءا بوالده وكبار القرية وصولا إلى رجال الدين فيها.
ويعيش بطل الفيلم "كوكو" الذي يتولى أداء دوره الممثل كسيلة مصطفى، في عالم مثالي خيالي خاص به متطلعا إلى الحرية والموسيقى والأحلام والآمال والأحاسيس المرهفة ما يجعله محل رفض من رجال القرية الذين يصفونه بالجنون غير أنه يلقى السند من أخيه "محمود" ويؤدي دوره الفنان محمد لفقير لاسيما أنّه يعمل أستاذا في الثانوية ويعشق الشعر والفلسفة ويكره الظلم والتقاليد البالية.
الفيلم ناطق باللغة القبائلية وتمكن المخرج عمر بلقاسمي خلاله من أن ينقل المشاهد إلى عوالم مميزة في منطقة القبائل كالطبيعة الجميلة لجبالها وتراثها الموسيقي ولباسها التقليدي وعاداتها، لكنه ينتقد أيضا ما يسميه "عالمها الذكوري القاسي" ومعاناة نسائها ووجعهنّ الصامت وما يعتبره "نفاقا" لرجال الدين فيها.
وعلى امتداد الأحداث طغت لغة الصمت على مساحات من الفيلم، في إشارة رمزية إلى الاحتجاج الذي يبديه الشاب "كوكو" على واقعه ورفضه العيش وسط ما يعتبره نفاقا اجتماعيا وتعبيرا عن رغبة، تنمو بداخله، في التحرر والحلم بالعيش على النحو الذي يريده.
وكان الفيلم، وهو من إنتاج مشترك بين المركز الجزائري لتطوير السينما والمؤسسة الخاصة "أجونس فيزيال" توج بعدد من الجوائز الدولية.
