تعبيرية
تعبيرية Getty Images

الدراما الإذاعية في المغرب.. إنتاج يقاوم

ظلت الدراما الإذاعية في المغرب جزءا مهما من ساعات البث على الإذاعة الوطنية الحكومية، التي واصلت مشوار تخصيص مساحة مسائية، تتقدم وتتراجع أحيانا، للتمثيليات أو المسلسلات المسموعة أو الإذاعية.

ومنذ بدايتاها الأولى، تابع أجيال من المغاربة عبر الأثير المسرحيات والتمثيليات والمسلسلات الإذاعية، التي تهمس في أذن المستمع وتجعله يسبح في خياله، وتتناول مختلف القضايا الاجتماعية والتاريخية بالدارجة المغربية وباللغة العربية الفصحى.

وتعرّف المغاربة على نجوم المسرح والسينما المغاربة، والعرب كذلك، خصوصا في مسلسلات دينية، من خلال أصواتهم في أعمال درامية إذاعية نالت شهرة واسعة في المغرب، على غرار المسلسل الإذاعي المغربي "الأزلية سيف ذو يزن"، الذي ألفه الراحل محمد حسن الجندي.

كوفر الأزلية
كوفر الأزلية متداول

وبدأ إنتاج هذه المسلسلات الإذاعية منذ الأربعينات من القرن الماضي، وما زال بعضها يُعاد بثه على أمواج الإذاعة الوطنية، مع بعض الإنتاجات الدرامية الإذاعية الجديدة، ما دفع عددا من أهل المسرح، قبل سنوات، إلى المطالبة بإعادة تسجيل الإنتاجات القديمة؛ لما تمثله من رصيد إبداعي وتثقيفي على قدر كبير من الأهمية.

زمن الراديو

وأفاد الصحافي والباحث، عزيز المجدوب، بأن "الدراما الإذاعية في المغرب جاءت في سياق تاريخي معين، كانت فيه وسائل الإعلام محدودة، وكانت للراديو وظيفة مركزية؛ وهي نوع فني ينحدر من المسرح لأنه يتضمن مجموعة من خصائصه".

وأوضح، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "الدراما الإذاعية تعتمد على الصوت فقط، وذلك باستبدال المناظر والديكورات بالأصوات والتمويج والإيحاءات الموسيقية، ما يذكي خيال المستمع بشكل كبير، ويعمل على تصور الإطار الذي تدور فيه القصة الإذاعية".

وأضاف المتحدث ذاته أن "الرواد، مثل الراحلين عبد الله شقرون، والبشير لعلج، ومحمد حسن الجندي، وحمادي التونسي، توجهوا إلى هذا الجنس التعبيري وأبدعوا فيه، خصوصا أنه لقي إقبالا كبيرا لدى المغاربة في سنوات خلت".

وأكد الصحافي والباحث أنه "مع المدة تحقق تراكم مهم من الأعمال الدرامية الإذاعية، خصوصا أنها كانت امتدادا للحكي الشعبي والفرجة ما قبل المسرحية في المغرب، وظهر نجوم في هذا المجال، إذ كان يتم إنتاج نحو 200 و300 عمل إذاعي في مرحلة الخمسينات والستينات من القرن الماضي".

ولفت المجدوب إلى أن "الأعمال الدرامية الإذاعية حققت شهرة كبيرة وسط المغاربة، ولم تنحسر هذه التمثيليات المُذاعة رغم ظهور التلفزيون، إذ بقيت محافظة على حضورها، وإن بدا اليوم تراجع في الإنتاج مع اتجاه أغلب الرواد نحو الدراما التلفزيونية والوسائط الجديدة". 

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com