أوبرا دمشق تدعو لمقاومة الحرب بمهرجان موسيقي
أوبرا دمشق تدعو لمقاومة الحرب بمهرجان موسيقيأوبرا دمشق تدعو لمقاومة الحرب بمهرجان موسيقي

أوبرا دمشق تدعو لمقاومة الحرب بمهرجان موسيقي

دمشق  - مهرجان الموسيقى العربية لم يغب عن دار أوبرا دمشق لصيف هذا العام، ورغم التطور البسيط الذي حققه هذا المهرجان بدورته الثالثة عن العامين الماضيين، فإن المهم بنظر إدارة وجمهور دار الأوبرا الوحيدة في البلاد هو الاستمرار.

دعوة مغنين من خارج سوريا هي أهم التطورات التي عرفها المهرجان ليرتفع عدد المشاركين إلى ثمانية من سوريا ولبنان لتقديم تسع حفلات من الثامن عشر من الشهر الجاري وحتى السابع والعشرين من نفس الشهر، من بينها حفلة وحيدة اقتصرت على الموسيقى دون الغناء.

ولم يخف مدير دار الأوبرا الموسيقار جوان قره جولي رغبته في مشاركة أعداد أكبر وأن هنالك فنانين سوريين وعرب أبدوا رغبة في الغناء بالمهرجان/ ولكن حالة التقشف القاسية التي تمر بها أوبرا دمشق أسوة بغيرها من المؤسسات الحكومية السورية حالت دون دعوة المزيد.

الحضور الجماهيري الكثيف لحفلة المغنية السورية ميادة بسيليس في افتتاح حفلات المهرجان كان أبرز أحداثه حتى اضطرت إدارة الأوبرا لإعادة الحفل مرة ثانية في اليوم التالي لتلبية إقبال الجمهور السوري على سماع أغاني هذه المطربة القادمة من مدينة حلب، والتي تحمل لقب أيقونة الغناء السوري وسط حضور كبير لمغنين وممثلين سوريين.

وعلى مدى ساعتين غنت بسيليس خمس عشرة أغنية جميعها من ألحان زوجها الموسيقي سمير كويفاتي الذي تناوب مع الشاعر الضرير سمير طحان من مدينة دير الزور والممثل السوري أيمن زيدان على كتابة كلماتها، وبدا واضحا تفاعل الجمهور مع الأغاني القديمة أكثر من الجديدة التي يسمعها لأول مرة ومع الأغنية التي حملت عنوان /حلب/ وتحكي عن الشوق لعودة هذه المدينة إلى السابق عندما كانت العاصمة الاقتصادية السورية.

قائد الفرقة الوطنية للموسيقى العربية المايسترو عدنان فتح الله هو من قاد حفلة بسيليس واستعان لأجل ذلك بنخبة من العازفين السوريين الذين آثروا البقاء في بلادهم، ولم يندفعوا إلى السفر كحال العديد من زملائهم الذين أتعبتهم الحرب السورية وتدني أجورهم.

ويعتقد فتح الله، الذي ولد وترعرع في مدينة يبرود بريف دمشق، أن أغاني الثنائي الزوجان كويفاتي وبسيليس لا تقل أهمية عن أعمال الفرقة التي يقودها منذ ثلاثة أعوام في تزويد المكتبة السورية الغنائية بأشياء جميلة تعطي الأغنية في سورية هوية مهمة أما مهرجان الموسيقى العربية فهو يعني له وللموسيقيين السوريين الكثير خاصة مع تراجع عدد الحفلات الفنية وحاجة الجميع للعمل.

المؤلف الموسيقي عاصم مكارم قاد أوركسترا دمشق في ثالث حفلات المهرجان والتي عزفت ثماني مقطوعات من تأليفه، وظهر فيها قدرته على المزج بين التأليفين الموسيقيين الشرقي والغربي إضافة إلى تميزه في التوزيع ومن أمثال ذلك القطعة الموسيقية /سماعي فا ماجور/ ذات اللحن الحيوي والحزين في آن واحد.

ولم يسمع الكثير من جمهور الموسيقى في سورية باسم عاصم مكارم لأن الأخير صاحب نشاط كبير خارج حدود البلاد، ويكفي أن نعرف أنه قاد فرقة (أورينت موود) البريطانية وحائز على تقدير من الأكاديمية الملكية البريطانية للفنون.

بينما اكتفى محمد زغلول، مدير المعاهد الموسيقية في سورية مؤسس فرقة أوركسترا دمشق وقائدها، خلال حفلة مكارم بالعزف على آلته المفضلة /الفيولا/، قائلا عن الحفلة إن ميزتها أنها الوحيدة ضمن المهرجان في تقديم أعمال موسيقية آلية دون غناء حملت كلها الطابع الشرقي بقوالب عالمية لذلك كان برنامج الحفلة صعبا من الناحية الموسيقية وتطلب الخبرة في العزف والدقة في الأداء من قبل العازفين.

ولم يستهجن زغلول قيادة غيره لفرقته الموسيقية لأن ميزتها أنها غير محصورة بقائد اوركسترا واحد لها او بنمط موسيقي محدد بل تهدف الى نشر الموسيقى الشرقية والكلاسيكية بطريقة اكاديمية راقية على اوسع نطاق بين شرائح المجتمع السوري المتنوعة وتسليط الضوء على الموسيقيين والمؤلفين الموسيقيين السوريين.

المغني إياد حنا من منطقة وادي النضارة غرب وادي حمص قدم الحفلة الرابعة لجمهور المهرجان الذي اعتاد منه سماع الأغنيات ذات الطابع الجبلي المشهورة في سوريا ولبنان، وقال حنا إنه بوصفه ضيفا في الدورتين السابقتين يجد في مهرجان الموسيقى العربية فرصة ليرتاح فيها السوريون من ضغط الحرب والخوف ودعوة للتفاؤل بالحياة رغم قتامة الصورة وخشية المستقبل.

ويشتهر المغنون الحلبيون بأغنياتهم التراثية ويحظون بحصتهم في المهرجان من خلال مصطفى هلال وطاهر خانطوماني في حفلتين مستقلتين، فالأول قدم الأغاني المعروفة بالموشحات والقدود حيث تحظى بجمهور كبير، والثاني يقتصر في غنائه على الأناشيد الدينية المرتبطة بالفرق الصوفية وما فيها من حب إلهي ومدح للنبي محمد.

ومن جيلين مختلفين جاء من لبنان المغنيين رضا ومروان محفوظ فالأول من جيل الشباب ويحظى بشعبية كبيرة في سوريا، والثاني رغم تجاوزه السبعين من العمر يشعر الكثيرون هنا بمحبة كبيرة له حيث قضى شطرا من حياته في سوريا وتعامل مع الكثير من موسيقاها وقدم عددا من الأغاني الوطنية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com