"الكابوس".. قصة بائسة وإخراجٌ هش
"الكابوس".. قصة بائسة وإخراجٌ هش"الكابوس".. قصة بائسة وإخراجٌ هش

"الكابوس".. قصة بائسة وإخراجٌ هش

يتطرق مسلسل "الكابوس" الذي يعرض في رمضان هذا العام إلى أم، تلعب دورها الفنانة غادة عبدالرازق، تلاحق قتلة ابنها، وتبدأ برؤية أحلام مزعجة بعد مقتله توصلها إلى حقائق عن حياته وتدلها على مرتكبي الجريمة.

المسلسل الذي يحاول أن يبدو غامضا وجاذبا في آن، وهي مسألة للأسف لم يستطع عموم صناع الأعمال الفنية العربية إتقانها إلى الآن، لم يقدم إلا صورة باهتة ومملة للمشاهد.

حيث تختلط القصة بين الحاضر والأمس بطريقة تسبب تشويش المشاهد أكثر مما تجعله مشدودا إلى العمل، ثم يحاول المسلسل أن يوحي للمشاهد في بدايته أن هناك قضية ما خطيرة وراء الابن المقتول لنكتشف في النهاية أننا "ندور وندور لنعود إلى المخدرات" في الأعمال المصرية والتي توحي لنا أن مصر كلها غارقة فيها، حيث أنها القضية الكلاسيكية لصناع الأعمال الفنية في مصر مما لا يقل على الأقل عن سبعين عاما من الفن!.

ويحاول أن يبرز العمل الأسباب المقنعة وراء تعاطي الابن "فارس" للمخدرات، ولكننا لا نجد أي سبب مقنع، ولكن طبعا هذه الأعمال اعتادت أن تقول لنا إن المال هو السبب إذ يقود إلى التمرد ثم إلى رفقة السوء ثم إلى المخدرات، وهو سبب غير مقنع بالطبع، إلا أن التقديم لم يحاول أن يقدم معالجة وجذورا حقيقية للظاهرة.

وتأتينا أغلب الشخصيات أيضا بعلاقاتها ومشكلاتها غير المقنعة أيضا، فالشاب "منعم" الذي لديه أب وأم وهو كاف لبناء حياة صحيحة مهما كانت ظروف العائلة، لكننا نفاجأ أنه شخص مليء بالعقد، وحين نحاول أن نعثر على الأسباب، يظهر لنا أن ذلك كله لأن له يد مبتورة!. ونتساءل ماذا كان فعل الشاب لو كان مشلولا مثلا.. هل كان ذلك سيؤدي إلى انتحاره؟.

وفي حين يود المشاهد العربي، المتعب أصلا من الواقع السوداوي، أن يتكئ على عمل يريحه، نجد مشاهد العنف تطل برأسها بقوة، فنجد منظر الدماء والبكائيات والصراخ أهم ثيمة في المسلسل.

وبعيدا عن القصة، تلعب كاميرا الإخراج لعبة سيئة، ففي محاولة من المخرج "إسلام خيري" أن يضفي ميزة ما على العمل، إلا أنه أسقطه في عملية تصوير مملة وغير مقنعة، فالكاميرا التي تقرب الوجوه بشكل كبير على الشاشة، ثم تظهر المشاهد لاحقا كاملة بطريقة مبتورة، فلا يستطيع المتابع أن يستمتع باللقطة، عدا أنه مكلف أن يشاهد تفاصيل وجه الممثل، التي تبدو مرهقة أحيانا، كما أن المتابع للعمل سيلاحظ اهتزازا دائما في الكاميرا وعدم ثبات اللقطة في التصوير..

فلا يخرج المشاهد في النهاية بمتعته لا من القصة ولا من الإخراج، ولا يرى إلا عملا تدور أحداثه كلها حول الفنانة غادة عبد الرازق التي تستولي بالكامل عليه، ليعود بنا إلى قضية ملّ المشاهد منها وهي المخدرات، وليتم تصويره بطريقة باهتة مرهقة على التتبع ولا غاية منها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com