وفاة الفنان التشكيلي التونسي عادل مقديش

توفي الفنان التشكيلي التونسي عادل مقديش، اليوم الخميس، عن عمر يناهز 73 عاما، بعد مسيرة فنية امتدت لعقود من الزمن.

والفنان الراحل هو رسام وخطّاط تونسي ولد بمحافظة صفاقس جنوب البلاد عام 1949 وتلقى تكوينه بمدرسة الفنون الجميلة بتونس، قبل السفر إلى فرنسا، حيث أقام بمدينة الفنون بباريس سنة 1977، كما درّس بالرباط في المغرب، ثم بعد عودته إلى تونس درّس بمدرسة الفنون الجميلة وبالمعهد العالي للفن المسرحي.

وانطلق عادل مقديش في إنتاج أعمال تجريدية ثم توجّهت ريشته إلى الرسم السريالي، وهو يرسم على أوعية ومحامل مختلفة من الخشب إلى القماش إلى البردي، ويسيطر على أعماله فن الخطّ.

وحصل الفنان التشكيلي الراحل على الجائزة الكبرى لمدينة تونس عام 1982، والجائزة الوطنية للفنون والآداب عام 1997 كما حصل على الصنف الثالث من وسام الاستحقاق الثقافي عام 1993، ثمّ الصنف الرابع من وسام الجمهورية عام 1996.

ويُعد الفنان التشكيلي الراحل عادل مقديش، من أبرز الفنانين على الساحة العربية، وقد نشط لمدة تتجاوز 30 عـاما دون انقطاع، وأقام عدة معارض في تونس وخارجها، كما أنتج عديد الأعمال الفنية المتميزة، حيث تعد مواضيعه رصدا لذاكرة الإنسان، وقد تنوعت مرجعياته في الرسم بين مرجعيات تاريخية وأخرى شعبية تنسج الذاكرة الجماعية وفق قصص ومدلولات بصرية ورمزية.

وقال مقديش في تصريحات صحفية سابقة متحدثا عن أعماله: "أنطلق في رسوماتي من أساطير شعبية ومن خرافات الطفولة ومن اللاوعي الجماعي ومن فزع التمزق الذاتي بين الحلم والواقع".

وعلى امتداد مسيرته الفنية أصرّ الفنّان عادل مقديش على استقلاليته وتميّزه وتفرده في انتقاء الألوان والمواضيع التي يطرحها، وفقا لنقاد تشكيليين.

وهو يقدم مقترحات تشكيلية وجمالية ذاتية تنهل من الحلم ومن الأسطورة لتنجز مشروعا متحركا لفن تشخيصي ولتخلق عالما مختلفا، لذلك كانت أعماله موضع إعجاب من النقاد والمتابعين لا في تونس فحسب بل خارجها، حيث خطّ الرسام والخطاط مسيرة ثرية وجاذبة.