هل تثأر الشرطة الأمريكية من أوباما بتعنيف السود؟
هل تثأر الشرطة الأمريكية من أوباما بتعنيف السود؟هل تثأر الشرطة الأمريكية من أوباما بتعنيف السود؟

هل تثأر الشرطة الأمريكية من أوباما بتعنيف السود؟

مع مرور الذكرى الأولى لمقتل "مايكل براون"، الفتى الأسود الأعزب، يستمر الآلاف من السود في تظاهراتهم، فمنذ مقتل "براون" أغسطس 2014، على يد شرطي في مدينة فيرغسون بولاية ميسوري، توالت أعمال العنف من قبل الشرطة، وفي المقابل فتحت هذه الحادثة وحوادث أخرى غيرها جراح السود، ما أثار موجة احتجاجات غير مسبوقة في العقد الأخير.

السنوات الأخيرة تعد الأعنف بالنسبة للأمريكيين السود، بعد أن ظنوا أنهم تمكنوا أخيرا من الوصول لبعض حقوقهم المنشودة بعد عقود طويلة من التاريخ العنصري الأمريكي ضد العرق الأسود.

لكن عام 2015 والأعوام الماضية تشير إلى عودة تأجيج العنف من جديد، على صعيد ولايات أمريكا كلها.

فمنذ تسلم باراك أوباما، أول رئيس أمريكي أسود لزمام البلاد، عادت وتيرة العنف ضد الأمريكيين السود بالتصاعد، إذ يبدو أنّ حقد العنصر الأمريكي الأبيض على تولي رئيس أسود لزمام الأمور قد أجّج نزعة التطرف مجدداً، فوصول أوباما الذي أحرج البيض بادعائيتهم الديمقراطية إلى الحكم، جعلتهم أكثر تمسكاً على ما يبدو بنظرتهم العنصرية، ودون أن يتمكنوا من قول هذا علانية للرئيس بالطبع.

إلا أن الشرطة والمتطرفين الأمريكيين قالوا ذلك بطريقتهم الخاصة، حيث وجّهوا ضربات عنيفة للسود في السنوات الأخيرة، فيما يمكن تفسيره على أنه محاولة ثأر من تولي رئيس أسود لحكم البلاد.

ففي عمل عنصري بحت فتح الأمريكي الأبيض "ديلان روف" النار على مصلين في كنيسة تابعة للسود ليقتل ما لا يقل عن تسعة أشخاص، الشاب الذي يبلغ من العمر 21 عاما، كان يرتدي سترة عليها أعلام ترمز للعنصرية ما يدل على ميول مسبقة ومتعمدة ضد الزنوج الأمريكيين.

لكن "روف" ليس العنصري الوحيد بالطبع، فالأسوأ ليس المدنيين البيض من الأمريكيين بل الشرطة الأمريكية، التي أخذت في السنوات الأخيرة تصعد من عنفها وسلوكها العدواني ضد السود، حيث شهدت عدة ولايات يقطنها غالبية من السود حوادث عنف، أدت إلى مقتل العديد منهم.

الآلاف تظاهروا تنديداً بعنصرية العرق الأبيض، فبحسب الإحصاءات ففي كل 28 ساعة يقتل أمريكي أسود، وتشير تقارير مكتب التحقيقات الفيدرالي، أنّ نحو 96 أمريكياً أسود قتلوا كل سنة من قبل شرطيين بيض خلال الأعوام 2005-2012 فيما شهد العام الماضي زيادة في هذا الرقم.

بل إنّ الأمر لم يتوقف عند الشرطة فهيئة المحلفين أيضاً لا تقل تواطؤاً، حيث أنّ أغلب الشرطة الذين يرتكبون أعمال عنف بحق سود، يخرجون "براءة" بلونهم الأبيض!.

العنف ضد السود لا يتعلق بالرجال وحدهم بل يطال النساء والأطفال أيضا.

ويبدو أنّ هناك توجهاً متعمداً لاستمرار تصاعد العنف، فقبل مدة قصيرة اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يُظهر، تعنيف شرطي أمريكي لطالبة سوداء، وتعامله معها بوحشية مفرطة.

بغض النظر عن الواقعة التي لم تعرف حيثياتها، فإنّ عودة تصاعد العنف ضد السود، بعد سنوات من الهدوء النسبي بين العرقين الأبيض والأسود الأمريكي، ومع تصاعد الاحتجاجات ضد تصرفات الشرطة الأمريكية التي لا تبدو مبالية كثيرا فيما يتعلق باستخدامها العنف المفرط وفي تعبيرها عن عنصريتها ضد السود، يبدو أن الولايات المتحدة اليوم تقف على فوهة بركان قد ينفجر في أي لحظة.

ومع بدء الانتخابات للترشح للرئاسة الأمريكية والتي تعني حتما رحيل الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن الحكم بعد ولايتين رئاسيتيين، هل ستنخفض حدة الاعتداءات؟ أم أن السود سيعودون لنقطة الصفر ليدفعوا ثمن سنوات حكم أول رئيس أسود؟.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com