منتسبون لجامعة الكبار في لبنان
منتسبون لجامعة الكبار في لبنانإرم نيوز

"جامعة الكبار" في لبنان.. مبادرة رائدة ترعى المسنين وحقوقهم

استدركت الجامعة الأمريكية في بيروت، أهمية تعزيز الصحة النفسية للمسنين، فأطلقت، في العام 2010، مبادرة رائدة على مستوى لبنان والشرق الأوسط، هي "جامعة الكبار"؛ بهدف توفير فرصة لهذه الشريحة لإبقاء نشاطها العقلي والجسدي والاجتماعي، وتمكينها من الدفاع عن حقوقها، وتحدي الصورة النمطية السلبية المحيطة بالتعمّر.

أماني زيدان، منسقة البرامج ومديرة "جامعة الكبار" بالإنابة، قالت لـ"إرم نيوز" إن " جامعة الكبار، هي عبارة عن مبادرة تعليمية لمدى الحياة، توفر لمن تبلغ أعمارهم 50 سنة وما فوق، فرصة للبقاء ناشطين عقليًا وجسديًا واجتماعيًا، لتعبر هذه الشريحة بسلام السنين المتقدمة من عمرها، من خلال إيجاد وجه إيجابي جديد للتعمّر، ويبلغ عدد المنتسبين إلى الجامعة اليوم نحو 500 شخص."

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن كبار السن أكثر عرضة للمعاناة، جراء مشاعر الحزن أو انخفاض مستوى الوضع الاجتماعي والاقتصادي، وكل هذه العوامل "يمكن أن تؤدي إلى العزلة وفقد الاستقلال، والشعور بالوحدة والضيق النفسي، كما أن الصحة النفسية لها تأثير على الصحة البدنية والعكس بالعكس".

مديرة "جامعة الكبار" بالإنابة أماني زيدان، قالت إن "الجامعة تنظم صفوفًا ومحاضرات للمنتسبين، وفق برنامج شهري يتم بالتنسيق معهم، ويتناول موضوعات مختلفة، مثل: الصحة العامة، والتأمل، والتاريخ، والفن، والموسيقى، والرسم، والأدب، والسياسة، وغيرها، كما يشمل البرنامج تنظيم رحلات ترفيهية".

منتسبة لجامعة الكبار خلال أحد الأنشطة
منتسبة لجامعة الكبار خلال أحد الأنشطةإرم نيوز

وأشارت إلى أن البرنامج حاليًا يعتمد في جانب منه على الحضور، وفي جانب آخر على المشاركة "أونلاين"، ما فتح المجال أمام استقطاب أعضاء جدد من خارج لبنان.

وتنقل "زيدان" عن المنتسبين لجامعة الكبار قولهم "إن الجامعة منحتهم روحًا جديدة، وغيرت من حياتهم، وأعطتهم فرصة للخروج من المنزل، والاندماج في مجتمع يريدون أن يكونوا جزءًا منه " .

وهذا ما تؤكد عليه أماني جريج واكيم (67 عامًا) التي انضمت إلى جامعة الكبار، العام 2018؛ إذ تقول لـ"إرم نيوز" إن " الحياة لا تتوقف عند السن القانوني لنهاية الخدمة في الوظيفة، وقد أعطاني الانضمام إلى جامعة الكبار فرصة الاهتمام بنفسي عبر المزيد من الاشتراك في الأنشطة الترفيهية، والثقافية، والسياحية، والاجتماعية، والتي لم يكن عملي يسمح لي بالقيام بها لضيق الوقت".

وتقدّر "المؤسسة الدولية لكبار السن"، نسبة كبار السن في لبنان، بنحو 11% من مجموع السكان، يعتمد 80% منهم على دعم أسرهم على الصعيد المادي، وعلى مدخرات فقدت قيمتها، في ظل الانهيار النقدي والاقتصادي.

و"بسبب الوضع الاقتصادي وتأثيراته على كبار السن، قررت الجامعة الأمريكية في بيروت دعم المنتسبين، عبر تخفيض كلفة الانتساب من 200 دولار أمريكي إلى 70 دولارًا عن كل فصل دراسي، وإذا رغب المقتدرون يمكنهم دفع الكلفة كاملة." تقول مديرة جامعة الكبار بالإنابة زيدان.

منتسبان لجامعة الكبار خلال أحد الأنشطة الرياضية
منتسبان لجامعة الكبار خلال أحد الأنشطة الرياضية إرم نيوز

وتتطلع "جامعة الكبار" بعد 13 عامًا على تأسيسها، إلى توسيع مجالات عملها من خلال الأبحاث، وكتابة السياسات، والإستراتيجيات الوطنية، المتعلقة بكبار السن في لبنان، وصولاً إلى حياة صحية وكريمة لهؤلاء، وتعد في هذا الإطار، عميدة كلية الصحة في الجامعة الدكتورة عبلا محيو سباعي دراسة عن أثر التعلم مدى الحياة على القدرة الإدراكية لكبار السن، ستبصر النور خلال العام المقبل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com