صور من مسرحية "11 ـ 14"
صور من مسرحية "11 ـ 14"متداولة

مسرحية "11 ـ 14".. رحلة في عمق المعاناة الإنسانية للمصابين بالاكتئاب‎

تسافر مسرحية "11 ـ 14"، للمخرج التونسي معز القديري، بحضورها إلى عمق المعاناة الإنسانية التي يعيشها المصابون بالاكتئاب، ورحلة التمزّق اليومي بين الأمل واليأس، والقوة والضعف، والحب والكراهية.

وتُصنّف المسرحية، التي عُرضت في مهرجان المسرح الوطني التونسي، ضمن مدرسة مسرحيات الـ "بسيكودراما" التي تسلط الضوء على القضايا النفسية وتوظّف الألوان والأصوات وجميع مكونات خشبة المسرح للتعبير عن الحالة النفسية للممثلين.

وفي المسرحية يظهر الممثلان مروان ميساوي وهيثم مومني لتجسيد شخصيتين تتراوح علاقتهما بين التقارب والتنافر، ولكل منهما مواطن ضعف يحاول إبرازها للآخر للتخفيف من وطأة العذاب النفسي الذي يعيشه.

أخبار ذات صلة
"الجبل".. مسرحية تغوص في عمق العلاقات التاريخية بين تونس وإيطاليا

ويلعب جسد الممثل دورا رئيسيا في الأحداث، فمن خلال حركاته يعبّر عن مشاعر تم كتمانها طويلا، ويتحول الجسد بذلك إلى لغة وإلى صوت مسموع، وهو ما نجح فيه الممثّلان اللذان نقلا من خلال جسديهما صراعهما الداخلي، ومواجهتهما لحالة الاكتئاب التي أصابت النفس والجسد، مستحضريْن أحاسيس لا يمكن ترجمتها باللغة فكانت الصورة أقرب إلى التعبير عنها.

وساهم انتشار اللون الأبيض في الفضاء على إبراز حجم الفراغ الذي يعيشه الرجلان، وكأنّ المخرج يحاول من خلال إضفاء هذا اللون الهروب بالإطار المكاني من معناه الحسّي إلى جانبه الرمزي الإدراكي، وبدا أنّ أحداث المسرحية تدور في "العقل الباطن" لكل شخصية، إذ ينفصل العقل عن القلب، ما يسبب صراعا نفسيا حادّا.

صور من مسرحية "11 ـ 14"
صور من مسرحية "11 ـ 14"متداولة

وعلى امتداد أحداث المسرحية، ينقل الممثلان تقلبات مزاجية حادة بشكل درامي قاتم جعل الشخصيتين في تشابه كبير مع شخصيات روايات فيودور دوستويفسكي، التي يكون فيها الموت والاكتئاب بطلين أساسيين.

وبالإضافة إلى لغة الجسد ودلالات اللون، يسيطر على فضاء المسرح هدوء تام وصمت من حين إلى آخر، يقطعه صوت قطرات ماء وخطاب يبدأ هادئا بين الشخصيتين لتحتدّ لهجته مع تطوّر أحداث المسرحية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com