بوستر العتاولة
بوستر العتاولة مواقع التوصل

"العتاولة".. هل غابت المصداقية بسبب عُمر السقا وطارق لطفي؟

يعرف صناع الدراما أن ما يسمى بـ"تسكين الممثلين في الأدوار" يعد أخطر مراحل صناعة المسلسل، من حيث نجومية الأبطال، وقدرة أسمائهم على تسويق العمل، ولا سيما في بيئة تنافسية صعبة مثل موسم رمضان.

وجاء اختيار أحمد السقا وطارق لطفي لبطولة مسلسل "العتاولة" موفقا من حيث الجماهيرية والقدرة على جذب المشاهد، لكن هل كان هذا الاختيار على نفس الدرجة من التوفيق فيما يتعلق بملاءمة الفنان للدور، أم أن المصداقية غابت نتيجة تقدم النجمين في السن؟

يدور العمل في أجواء الحي الشعبي في مدينة الإسكندرية من خلال حرب دموية تقوم بين الأشقاء نتيجة الجشع، والظلم، وبريق المال، والنفوذ.

ويجسد أحمد السقا وطارق لطفي دور الشقيقين " نصار" و "خضر"، اللذين يبرعان في السطو وفتح الخزائن المشفرة، لكنهما لا يسرقان من الفقراء أو يتسببان في أذى البسطاء من الناس، وكأنهما نسخة عصرية من "اللص الشريف" أو "روبن هود"، ولا سيما "السقا" الذي يحرص على التصدق والعطاء من خلال مبالغ شهرية يقدمها للمساكين دون الإفصاح عن هويته.

عمل مكرر

وطالت العمل انتقادات عديدة كونه يعيد استنساخ العديد من الأعمال المشابهة، منها فيلم "إبراهيم الأبيض"، ومسلسل "ملوك الجدعنة" الذي عرض في رمضان قبل الماضي، وجسد فيه عمرو سعد ومصطفى شعبان الأجواء نفسها، لكن المشكلة الأكثر إلحاحا تتمثل في طبيعة المرحلة العمرية لكل من " السقا" و" لطفي"، والتي تجعل من أدائهما ينطوي على شيء من الافتعال والتصنع.

وتتضمن الحبكة العديد من مشاهد الإثارة والحركة، لكن متطلبات الدور تتجاوز إطار الآكشن الضيق لتشمل نموذج البطل الشعبي، خفيف الظل، الذي يعيش الحياة طولًا وعرضًا دون أن يتحمل مسؤولية أو يحمل همًّا للغد.

نموذج يعيش على مشاكسة هذا ومناكفة ذاك ومساعدة المحتاجين بشهامة منقطعة النظير، فضلًا عن الرقص والغناء طوال الوقت، والمبيت في أي مكان.

"عُمر السقا ولطفي"

كل هذه الملابسات لم تتوافق أبدا مع طبيعة سن السقا الذي كسر حاجز الخمسين من العمر، ولم يعد تكوينه الجسماني يعطيه الكثير من الأريحية لتجسيد شخصية الصعلوك خفيف الحركة الذي لا يكاد يستقر في مكان واحد.

وينطبق الأمر بشكل أكبر على طارق لطفي الذي يقترب من منتصف الخمسين من العمر، إن لم يكن من الستين بحسب بعض المصادر.

وتجسَّد غياب المصداقية في ضعف الأداء في مشاهد الحركة، وتراجع اللياقة البدنية بشكل واضح، في دورين كان من المفترض أن يذهبا لنجمين في العشرين أو الثلاثين أو الأربعين بحد أقصى، لكنهما ذهبا لنجمين يحملان الكثير من التجاعيد في الوجه، والهالات السوداء أسفل العيون.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com