بدأت المحطات التلفزيونية التونسية بعرض أعمالها الدرامية المخصصة لشهر رمضان، ورغم نُدرتها تثير هذه المسلسلات قضايا اجتماعية متنوعة وحساسة، ويتطلع المنتجون إلى حصد أعلى نسب المشاهدة.
ولا يزيد إنتاج كل محطة تلفزيونية تونسية عادة عن سلسلة أو سلسلتين يطغى على معظمها الطابع الهزلي، فضلا عن طرح قضايا اجتماعية معاصرة.
باب الرزق
ويعرض التلفزيون الرسمي التونسي مسلسل "باب الرزق"، الذي يناقش عدة قضايا اجتماعية، منها ملف العاملات في القطاع الزراعي، ومعضلة تنقلهنّ وتعرضهن لعدة حوادث سير، حتى أصبحت الشاحنات الخفيفة التي تتولى نقلهنّ تُعرف بـ"شاحنات الموت".
وإضافة إلى هذه القضية يتطرق المسلسل إلى مسألة الهجرة، والقضايا التي يواجهها الشباب.
والعمل من إنتاج التلفزيون التونسي، وإخراج هيفل بن يوسف، وهو عن فكرة وسيناريو محمد علي دمق.
ويشارك في "باب الرزق" عدد من الممثلين من ذوي التجارب الدرامية الطويلة مثل كمال التواتي وصلاح مصدق والصادق حلواس وأسماء بن عثمان وغيرهم.
ويقول كاتب السيناريو محمد علي دمق في تدوينة نشرها عبر حسابه على فيسبوك: "سعيد أن مرّ كل شيء في التصوير، على مستوى عال من الحرفية وفي الآجال... 12 أسبوعًا تجنّد فيها فريق كبير من التقنيين والفنانين، تجربتي في كتابة السيناريو هذه المرة، ورغم تعدد التجارب السابقة، فإنه للمرة الأولى، كنت أشعر بإحساس خاص لأنّ العمل للتلفزيون الوطني ولأنّه كان بين أيدي مخرج يحترم جهد السيناريست ويحاول أن ينقل العمل بكل تفاصيله"، بحسب تعبيره.
رقوج
أما قناة "نسمة الجديدة" فتعرض مسلسل "رقوج" أو "رقوج المرمة" كما تُبينه المعلقة الرسمية للمسلسل، والعمل من إخراج عبد الحميد بوشناق، الذي سبق أن أخرج أعمالا مثل "نوبة" و"عشاق الدنيا" و"كان يا ماكانش".
ويشارك في المسلسل الجديد الشاذلي العرفاوي ومغني الراب كافون وعزيز الجبالي ورمزي سليم وأميرة شبلي وهالة عياد وغيرهم.
ويستحضر المسلسل عوالم مشابهة لتلك التي دأب المخرج عبد الحميد بوشناق على تسويقها في أعمال سابقة مثل "نوبة" و"كان يا مكانش"، من حيث تنوع الشخصيات وتعقد أدوارها، وحتى من حيث الألوان المزركشة ورمزيتها.
فلوجة
ويعود مسلسل "فلوجة" للموسم الثاني على التوالي بعد نجاحه في جذب اهتمام عدد واسع من المشاهدين في رمضان من العام الماضي وإثارته جدلا واسعا بسبب طريقة طرحه لجملة من القضايا الاجتماعية.
وتطرح المخرجة سوسن الجمني هذه السنة، الجزء الثاني من "فلوجة"، على تلفزيون "الحوار التونسي".
ويثير المسلسل عدة قضايا من بينها ملف التعليم في تونس، والانتشار الواسع لظاهرة تعاطي المخدرات، وثنائية الالتزام الديني والانتساب إلى عالم الفن مع قضايا أخرى معقدة ومتعددة الجوانب مثل الاغتصاب والحمل خارج إطار الزواج، والإدمان على منصات التواصل الاجتماعي، وتفكك العلاقات داخل الأسرة.