في سجن النساء.. أمهات وأطفال وهوانم ضحايا لنزوات رجال
في سجن النساء.. أمهات وأطفال وهوانم ضحايا لنزوات رجالفي سجن النساء.. أمهات وأطفال وهوانم ضحايا لنزوات رجال

في سجن النساء.. أمهات وأطفال وهوانم ضحايا لنزوات رجال

السجن يعتبر تهذيباً وإصلاحاً وحماية للمجتمع ممن يخرجون عن مبدأ الأمان، ويروعون الناس ويهددون حياتهم فيعرفون قيمة الحياة بعد العقاب عن ارتكاب جرائم منها، القتل والسرقة والاتجار في المخدرات وأيضاً الدعارة

في سجن القناطر أو ما يطلق عليه "سجن النساء" في مصر، نجد المرأة التي تتمتع بالأنوثة والرقة، فما طبيعة الظروف التي تجعلها سجينة نادمة أو مظلومة صارخة؟

 في هذا المكان تجد من هي من بيئة متواضعة جرتها صعوبة الحياة ومرارتها، خاصة الفقر أو التفكك الأسري إلى هذا المكان، وأيضاً يوجد ما يسمى بـ"الهوانم"، وهن من عشن في بيئة مادية مريحة، وأحياناً على المستوى الاجتماعي، ولكن ظروف الحياة وتغيراتها في لحظات، ألقت بهن خلف القضبان، وهذا ما رصدناه من خلال 3 قصص حية داخل سجن "القناطر

هوانم خلف القضبان

سميرة محمد ياسين، البالغة من العمر 49 عاماً، تقضي فترة عقوبة تصل لـ10 سنوات، تبقى لها عام واحد حتى تنتهي مدتها العقابية، الواضح على هذه المرأة حصولها على قدر عالٍ من التعليم، وأيضاً نوع ما من الثراء الذي كانت تعيش فيه

"سميرة" كانت مالكة لشركة تعمل في الاستثمار العقاري مع زوجها، وكانت تعيش في "المعادي"، تنتمي لعائلة ثرية، وكان والدها رئيساً لإحدى الشركات الكبرى في مجال البترول، بالإضافة إلى ما تمتلكه أسرتها من عقارات وأراضٍ ونشاط في سوق البورصة، تزوجت منذ 24 عاماً بعد عودتها بـ3 سنوات من إتمام الدراسات العليا في مجال الأعمال بإحدى الجامعات البريطانية في لندن، وكانت تعيش حياة سعيدة ورزقت بابنتين وشاب

 وتقول سميرة، إنها أسست مع زوجها شركة للاستثمار العقاري، وأتما مشاريع سكنية في مناطق 6 أكتوبر والشيخ زايد والساحل الشمالي، ومع توسعة نشاط الشركة تم الحصول على قروض تصل قيمتها إلى 30 مليون جنيه، وكانت طرفاً في الحصول على هذه القروض مع زوجها، الذي هرب خارج مصر بعد أسبوعين من تحويل الأموال السائلة للشركة إلى الخارج بجانب أموال القروض، وتمت معاقبتها بعد القبض عليها بعقوبات تصل مجموعها إلى 25 عاماً، وتم تخفيفها إلى 10 سنوات

الأمومة في السجن

من أكثر المشاهدد قسوة، مشهد دخول المرأة السجن وهي حامل فتضع مولودها فيه، ليعيش في هذا المجتمع، وبدلاً من أن يعيش طفولته مثل أي طفل ينعم بالرعاية والأمان يترعرع في السجن.

هناك تغيرات طرأت على السجون المصرية، خاصة "سجن النساء" في مراعاة حقوق الإنسان والطفل، وتمتع المسجونات بحقهن في التعليم والصحة والعلاج، التي تطورت في الفترة الأخيرة وأصبحت على مستوى مقبول، لتكون السند الوحيد للطفل الذي يرافق والدته في رحلة عقوبتها التي تقضيها، فهناك دور حضانة ومناطق تسلية وترفيه حتى ينشأ هذا الطفل في مناخ يراعي حقوقه إلى حد ما

"هبة" تعيش مع ابنها "محمد" في سنواته الأولى داخل السجن، دافعة ثمن جريمة ارتكبتها في ساعة ضعف وهروب الزوج الذي حكم عليه 15 عاماً غيابياً، بعد تنفيذه جريمة سرقة أوقع زوجته فيها، والتي تمت بعد وضع ابنهما بـ7 أشهر، حيث كانت تعمل "خادمة" في منزل أسرة ثرية في "مصر الجديدة"، وبعد أن أصبحت في سن الزواج نشأت علاقة حب بينها وبين عامل في أحد المصانع التي تمتلكها هذه الأسرة الثرية، وباركوا الزواج وقاموا بتحمل جميع النفقات، ثم حملت "هبة" وكانا في انتظار الطفل، لتقول: "بعد الولادة ومجيء الطفل بدا زوجي في حالة نقمة، وفي إحدى المرات كانت هذه الأسرة تقضي شم النسيم في العين السخنة، ولم يتواجد في الفيلا التي نعمل بها سوى أحد أبنائهم وزوجته فعلم زوجي بذلك وتسلل من ورائي وصعد إلى الدور الثاني وسرق مجوهرات تبلغ قيمتها 700 ألف، ومبالغ مالية تقدر بـ 400 ألف ليخرج بها سريعًا من المنزل، وعندما عدت إلى المنزل سألته عن اختفائه فجأة من منزل الأسرة الثرية، واكتشفت هذه المجوهرات والمبالغ فصرخت فيه فهددني أنه سيطلقني إذا تحدثت عن واقعة السرقة، وعند عودة الأسرة اكتشفوا السرقة ولم يوجهوا أي اتهام لي، ولكنهم أبلغوا الشرطة لرفع البصمات، ليكتشفوا أن السارق زوجي، وفي ذلك الوقت اكتشفت هروب زوجي، وتمت معاقبتي بتهمة تسهيل السرقة له

 رغبات أم تلقي بالابنة الطموحة 

على الرغم من أن "عائشة" ذات الـ 25 عاماً، تحدت الظروف الخاصة بزواج والدتها من شاب بعد وفاة والدها، واستطاعت دخول كلية التجارة في جامعة القاهرة، بعد عملها في أحد مطاعم الوجبات السريعة لتوفير نفقات دراستها، وتخرجت لتلتحق بإحدى شركات الاستيراد والتصدير، وتحصل على راتب يصل إلى 5 آلاف جنيه في الشهر، إلا أن كلمة النهاية كانت للسجن، بعد أن قتلت زوج والدتها الذي اغتصبها لتقضي حالياً فترة عقوبة تصل إلى 7 سنوات

وقالت عائشة: إنها لا تنتظر الخروج من السجن لحسن السير والسلوك خلف القضبان، لأن كل أحلامها انهارت بعد أن أصبحت "رد سجون"، ومن الصعب أن تجد العمل المناسب، بالإضافة إلى أنها قبل قيامها بقتل زوج والدتها كانت على بعد خطوات من الخطبة لشاب جمعتها به قصة حب

وتابعت: "لم أكن أنوي قتله، ولكن الأمر كان دفاعاً عن النفس، ولو كانت أمي صادقة في شهادتها حول تعرّضي لمضايقات من جانبه أكثر من مرة، لما كان هذا هو مصيري

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com