قناع بلون السماء
قناع بلون السماءيوتيوب

"قناع بلون السماء".. جدل الأنا والآخر في رواية بتوقيع أسير فلسطيني

أكثر من مفاجأة من العيار الثقيل تنطوي عليها رواية "قناع بلون السماء"، فمؤلفها هو الروائي والأسير الفلسطيني باسم خندقجي، كما أنها المرة الأولى التي يصل فيها نص أدبي يحمل توقيع أسير إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية " البوكر" في دورتها الحالية.

ورغم أن العمل كُتب داخل السجن، إلا أنه يخالف المتوقع، ولا ينتمي إلى ما اصطلح عليه عالميا بـ "أدب السجون" بملامحه التقليدية المعتادة، من مقاومة السجان والنضال الجماعي ضد إدارة السجن.

غلاف "قناع بلون السماء"
غلاف "قناع بلون السماء"متداول

قصة الرواية

يدور العمل، الصادر عن دار "الآداب" اللبنانية، في فضاءات إنسانية رحبة بعيدا عن خطاب الكراهية، على نحو يتجاوز فكرة تنميط الآخر أو حبسه داخل صورة ذهنية مسبقة، كما أنها تتضمن تأملات وجودية وتطرح تساؤلات فلسفية عن إمكانية العيش المشترك بين البشر، حتى بوجود خطوط عازلة ماديا ونفسيا.

وتقوم الحبكة الأساسية للنص على جدل الأنا والآخر وصراع الهويات، من خلال قصة عالم آثار فلسطيني مولع بالتاريخ والآثار "نور"، الذي ينتمي إلى مخيم ما لا يذكر اسمه؛ "لأنّ كلّ المخيّمات سواء". يعثر ذات يوم أثناء عمله بموقع أثري غرب القدس على "هوية زرقاء" خاصة بعالم آثار إسرائيلي هو "أور"، فيأخذها لنفسه ويبدأ في تمثيل شخصيته مستغلا شبهه الشديد باليهود الإشكيناز وملامحه الأوروبية التي كثيرا ما كان أصدقاؤه يعلقون عليها. وهكذا يتحول "نور" إلى "أور"، الذي يعني اسمه بالعبرية "نور"، في محاولة لفهم عقلية الآخر والتفكير من خلاله والنطق بلسانه.

تتطرق الرواية إلى طبيعة السجن عبر مفهوم فلسفي بحت من خلال صديق البطل "مراد" السجين، الذي يقول: "السجن أفظع واقعة في الحياة.. غربة حديدية صدئة، أما السجن الأكبر فأنت من تحبس نفسك به، أنت من تصنعه"، فيؤكد له "نور" أنه "يحسده على سجنه الأصغر"؛ لأن "واقعك الحديدي واضح الملامح، مكون من معادلة بسيطة"، لكن "في السجن الأكبر لم تعد الأمور واضحة".

وتطرح الرواية فكرة أنه من الممكن أن يحصل الإنسان على حريته داخل السجن ولو على المستوى النفسي الداخلي، كما فعل صديق البطل الذي عرف كيف يستغلّ "درب آلامه" بالمعرفة وقراءة الكتب التي تقوده إلى انعتاقه وتحرره، وكيف يتبعها بالدراسة الكثيفة ليحصل على بكالوريوس في العلوم السياسية، ثم ماجستير الدراسات الإسرائيلية.

من هو باسم خندقجي؟

بحسب الموقع الرسمي لـ "الجائزة العالمية للرواية العربية، فإن باسم خندقجي روائي فلسطيني ولد في مدينة نابلس عام 1983. درس الصحافة والإعلام في جامعة " النجاح" الوطنية، كما كتب القصص القصيرة إلى غاية اعتقاله في 2004، إذ كان يبلغ من العمر 21 عاماً. أكمل تعليمه الجامعي من داخل السجن عن طريق الانتساب لجامعة "القدس"، حيث كانت رسالته عن الدراسات الإسرائيلية في العلوم السياسية، كما أكمل كتاباته داخل السجون.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com