المغرب يعتزم تطوير موقع "شالة" الأثري

يعتزم المغرب البدء في مشروع لتطوير موقع "شالة" الأثري في الرباط.

الموقع الذي تعاقب عليه عدد من الحضارات، خضع قبل سنوات فقط لأعمال ترميم متفرقة، نقلته من حالة إهمال إلى واحد من المزارات السياحية وفضاء للمهرجانات الفنية.

وتتضمن أعمال تأهيل وتطوير "شالة" إنشاء مقاهٍ ومطاعم وأماكن للترفيه، وهو مشروع ستتكفل به شركة التنمية المحلية "الرباط للتراث"؛ بهدف مواكبة هذا الموقع المعايير الدولية.

وتقع  مدينة "شالة" التاريخية، التي تعد إحدى أقدم المدن التاريخية في المغرب، في موقع استراتيجي على ربوة تطل على نهر أبي رقراق الذي يصب في المحيط الأطلسي، ما جعلها تلعب أدوارا مختلفة في تاريخ المغرب في هذه المنطقة بالذات.

وقال الأستاذ الباحث في المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، أحمد صالح الطاهري: "يُرجح أن يكون إنشاء شالة في القرن 6 أو 7 قبل الميلاد، وهي مدينة مورية؛ أي حاضرة تابعة للمملكة التي كانت تسمى موريتانيا الطنجية، أسسها المغاربة القدامى الذين يطلق عليه اسم الموريين".

وأوضح الطاهري، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "هناك بعض الآثار التي تم الكشف عنها خلال النصف الأول وبداية النصف الثاني من القرن 20، التي تبين أهمية هذه المدينة خلال تلك الفترة المورية".

وسجل الأستاذ الباحث في معهد الآثار أن "المدينة عرفت احتلالا رومانيا، وهناك مجموعة من البقايا الأثرية وما تبقى من البنايات تبين أن وصول الرومان إلى موقع شالة كان له الأثر على المدينة".

وأضاف الطاهري أنه في هذه "الفترة الرومانية تم تغيير تصميم شالة، وتشييد بنايات مميزة  للحضارة الرومانية، مثل قوس النصر والكابيتول والمحكمة والساحة العمومية ومجموعة من الحمامات التي تعود للفترة الرومانية".

وشدد الخبير في الآثار على أن "الامتداد الجغرافي لهذه المدينة خلال الفترة القديمة تتجاوز مساحته 30 هكتارا خارج أسوار الفترة المرينية الحالية التي تحيط بالموقع والتي بنيت في القرن 13".

ولفت الطاهري إلى أنه" بعد انسحاب روما في القرن 4 ميلادي من الموقع، تحوّل بعدها إلى مدينة إدريسية (نسبة إلى المولى إدريس مؤسس أول دولة إسلامية مستقلة في المغرب الأقصى في القرن 8 ميلادي)، ثم في عام 1284-1285 ستظهر كمقبرة سلطانية لبني مرين الذين بنوا المسجد والخلوة والمدرسة والسور في موقع شالة".