الأصالة بوّابة السعادة

تعتبر السعادة، حالة نفسية يسعى كل واحد منا إلى تحقيقها كل يوم في حياته، حيث إننا نحفر ونجرف ونقلب ونجد المتعة في كلمة كبيرة تحدّد المفهوم الذي نريد جميعًا أن نعيش فيه في جميع الأوقات.

وبفضل التنمية الشخصية يمكن أن تساعدنا العديد من الدورات التدريبية في استيعاب مفهوم السعادة، مثل أي شيء آخر، وأصبح تعريف السعادة سيرورةَ تعلُّمٍ قد تكون صعبة بالنسبة للبعض.

ورغبة منا في فعل الخير أكثر من اللازم ينتهي بنا الأمر بالضياع في مِحن الملل، والسعادة شيء صغير، فهي تعتمد على قدرتنا على أن نكون أصيلينَ، وأن نكون صادقين مع أنفسنا، وأن نكون حقيقيين.

إذًا ما هي الأصالة وكيف يمكن أن تقودنا إلى السعادة؟

ما هي الأصالة؟

حقيقة أن الأصالة هي قيمة السعادة التي لا يمكن إنكارها، يجب أن يمتلكها الجميع، ويتم تعريف الأصالة على أنها جودة حقيقية ونقية.

وهي قبول الشخص لفطرته ورغباته الخاصة، مع كونه مسؤولا. قبولُ الكمال المتطور باستمرار، ما يعني أننا كاملون وأحياء في نفس الوقت.

كيف تكون أصيلا؟

لكي تكون أصيلا، وفقًا للتقرير الذي نشره موقع lesmotspositifs يجب أن تحب نفسك أوّلا، وأن تقبل نفسك، وأن تحمل المسؤولية عن نفسك وعن الآخرين، الأصالة لا يمكن فرضها، بل يجب اكتشافها واحتضانها عن طيب خاطر.

وبِقدر ما تحب نفسك ستدرك ما هو جيد فيك ولك، لذلك أنت تمشي نحوها بهدوء، عندما تحب نفسك فأنت تقبل نفسك، ولديك الحرية في اتخاذ الخيارات، سواء كان ذلك مفيدًا للآخرين أو لا، على هذا الكوكب.

طالما أنك تحترم حرية الآخرين ولا تضطهد نفسك، ستكون سعيدا.

الأصالة هي القدرة على التعبير عن هُويتنا بحرية، وتحمّلها وممارستها بالكامل، وإطلاع الآخرين عليها بثقة كاملة، الناس الحقيقيون لا يخشون الظهور، يتطلب الأمر شجاعة وقوّة، لكن الأمر يستحق ذلك.

النصيحة

بعد قراءتك هذا، إذا ارتجفتَ وقررت السير في اتجاه أكثر أصالة وصدقًا وواقعية، ستكون سعيدًا وتمتلئ قوة وشجاعة.

حاول أن تكون أصيلا أينما تشعر بالأمان، فهذا مهمّ جدًا، لأنه تخيّل أنك قررت الذهاب إلى العمل غدًا وأنك صادق مع جميع زملائك فقد يزعجهم ويضايقهم قرارك، وقد تُعرّض نفسك للخطر (عبوسٌ في العمل أو حتى طرد).

أو تخيل إذا كنت تعيش مع والديك وقررت إخبارهم بكل شيء ليسوا على استعداد لسماعه، فقد يؤدي ذلك إلى تدمير علاقتك بهما، بل وقد ينتهي بك الأمر في الشارع.

ليس هذا هو الهدف، الفكرة تكمن في بناء مصداقيتك قطعة قطعة، اِبدأْ بالتدريج في التعبير عن طبيعتك العميقة، ورغباتك الحقيقية، واحتياجاتك، حيث حدّدتَ هُويتك. ولن يؤذيك ذلك في شيء.

كلما تقدمت ستبني لنفسك أساسًا متينًا يتيح لك أن تصبح أكثر أصالة وأمانا في نفس الوقت.

ثق بالمساعدة الخارجية

اعتناقك طريقَ الأصالة ليس بالأمر السهل دائمًا، لأننا نعيش في وقت حافل بأحداث وأشياء كثيرة. معايير الجمال تم تنميطها (أي تحديد معاييرها)، وكذلك معايير الثروة، كل شيء تقريبًا صار يتبع معيارًا محددًا جيدًا.

في هذه الحالة يصبح الوضع صعبًا، خوفًا من عدم التوافق مع الأعراف الاجتماعية يَقبل بعضُ الناس بسهولة بهذه المعايير ويسايرونها بدلاً من أن تكون أصيلة في نفوسهم.

لهذا السبب، يجب مساعدة الجميع من خلال التجارب الشخصية الأصيلة الحقيقية.

الأصالة قيمة روحية عالية

يجب أن تؤمن أنّ الأصالة قيمة روحية عالية. لكن ليس من السهل السير في هذا الطريق بمفردك.

إنها القفزة الحقيقة نحو الذات عند أكثرنا شجاعة، أن تكون أصيلاً يعني أن تقبل نفسك. وتتمثل الأصالة بقبولك لعيوبك وصفاتك، مع احترام الآخرين.

مرآة الروح

أن نكون أصِيلين مع روحانيتنا سلوكٌ مثالي يتيح لنا الحصول على معلومات حقيقية عن رحلتنا الأرضية، الإجابات الحقيقية وحدها هي التي تتوفر عند أولئك الذين يمارسون التأمل الصادق.

بالأصالة يطوّر الشخص قدرات مهمّة لفائدة إدراكه وإحساسه وكينونته، بالأصالة نرى الأشياء بشكل مختلف، حيث نضع أنفسنا ككائنات واعية، وهذا هو مفتاح أي رحلة روحية.