هيدي لامار.. جميلة إباحية ومخترعة علمية مبهرة(صور)

إذا كانت الهواتف الذكية وشبكات الاتصال اللاسلكي قد غيرت حياتنا اليومية، فإن العالم يدين بجزء من هذا التقنية للممثلة النمساوية الأمريكية هيدي لامار التي يصادف اليوم الاثنين الذكرى الأولى بعد المائة لمولد هذه العالمة الفاتنة.

جمعت هيدي لامار بين موهبتين نادرتين في مجالين بعيدين كل البعد عن بعضهما التمثيل والرياضيات كل ذلك مع جمال أخاذ دفع مجلة التايم إلى منحها لقب أجمل امرأة في العالم عام 1945.

وولدت هيدي لامار واسمها الكامل ماريا إيفا لامار هيدويج كيسلر فى فيينا، وكانت الابنة الوحيدة لأسرة ثرية من أبوين يهوديين.

وبدأت هذه الفاتنة حياتها الفنية قبل أن تبلغ السابعة عشرة من عمرها، منتصف ثلاثينات القرن العشرين في هوليود، وكانت قد سبقتها شهرة لا تدعو للفخر بطبيعة، بعد أن استغل جمالها في أوروبا للظهور في فيلم شبه إباحيّ أخرجوه في تشيكوسلوفاكيا بعنوان "النشوة".

لكن شهرة هيدي لامار ونجوميتها الفنية بلغت الذروة عام 1949 من خلال دورها فى فيلم "شمشون ودليلة".

موهبة مختلفة

لم تكن اهتمامات هيدي لامار مقتصرة على الأضواء ومساحيق التجميل، فقد عكفت على البحث العلمي حتى حصلت عام 1949 مع عازف البيانو جورج أنثل على براءة اختراع فكرة تصميم نظام اتصالات لاسلكي يصعب اختراقه والتنصت عليه، عبر تغيير تردد الموجة اللاسلكية الحاملة للإشارة بطريقة شبه عشوائية، بحيث يصعب على أي طرف غير المرسل والمستقبل تتبع الأمر، وأطلق على هذه الطريقة مصطلح "القفز الترددي".

ويرى العلماء أن هذه الفكرة هي نواة اختراع أجهزة التليفون المحمول والتقنيات اللاسكلية كـ "البلوتوث" و"واي فاي"، وتحتفل دول كثيرة حول العالم بعيد ميلادها والذي أطلق عليه "يوم المخترع" تكريما لإنجازاتها العلمية.

نهاية حزينة

كل هذا المجد اللذي حققته هيدي لامار في حياتها، لم يمنع قدرها المأساوي، حمع تقدمها في السن ، عاشت أواخر حياتها في فقر وبؤس، فأدمنت المخدرات واضطرت لسرقة قوت يومها من البقالات، حتى انتهى بها المطاف في السجن.

وفي 19 من شهر يناير عام 2000 عثر أصدقاء هايدي عليها ميتة في سريرها عن عمر يناهز 86 عاما، دون أن يعرف بالتحديد موعد وفاتها تاركة وراءها قصة ملهمة لامرأة جمعت بين كل شيء.