شجرة الأركان ثروة مغربية مهددة بالانقراض
شجرة الأركان من الهبات الطبيعية التي حبا الله بها المغرب ، فهي موجودة في الجنوب في منطقة سوس خاصة .
لهذه الشجرة خصائص غذائية وتجميلية عالية، ويعتبر زيتها من أندر الزيوت التي يتزايد الطلب العالمي عليها حتى بلغت قيمة الليتر الواحد 3000 يورو .
و أثبتت الدراسات أن لأركان قيمة غذائية عالية ، لاحتوائه على مضادات التأكسد ،وهو مقاوم للسمنة وعدة أمراض أخرى كالسرطان وإمراض القلب و الشرايين و البروستات وغيرها ، ويتميز الزيت الغذائي بلونه البني الداكن ورائحته القوية ، وهو يستخرج من بذور الأركان بعد تحميصها.
أما الخصائص التجميلية فلا تخف على أي مؤسسة لمستحضرات التجميل في العالم ، لان زيت أركان استعملته المرأة المغربية منذ قرون لمحاربة التجاعيد وترطيب البشرة ومحاربة الندوب و البثور والتجاعيد، وكذا للعناية بالشعر و الأظافر.
وتختلف طريقة تحضير زيت التجميل عن الزيت الغذائي ، إذ يستخرج من البذور دون تحميصها ، لذا فهو مختلف حتى من حيث الشكل ، له لون ذهبي ورائحة خفيفة ، ويحتفظ به في أواني داكنة لحمايته من الأشعة.
وحتى بقايا هذه الشجرة المباركة – كما ينعتها العارفون – لا تضيع ، فالقشرة الصلبة للبذرة تستعمل كوقود للتدفئة ، والقشرة الرقيقة التي تليها تتحول إلى صابون لتنظيف البشرة ، وحتى مخلفات عمليه العصر تقتات منها الماشية.
ويشتغل في قطاع أركان عدد كبير من مغاربة الجنوب لا سيما النساء، سواء في التعاونيات أو داخل المصانع ، ويبقى المستفيد الأكبر هو الشركات المصدرة .
وكان المغرب يعتبر أول مصدر لأركان في العالم ، لكن غياب الاهتمام بالأبحاث العلمية المطورة لهذه الزراعة وصناعاتها جعله يتراجع إلى المرتبة الثانية بعد إسرائيل .
وفي سنة 1999 أصبحت شجرة الأركان محمية طبيعية من طرف من اليونيسكو الذي حدد استغلالها، إلا أن هذا لم يدفع عنها عدة مخاطر تهددها بالانقراض ، كالرعي و التصحر واستغلال خشبها، حتى لوحظ تراجع كبير في نسبة المساحات التي كانت تنتشر عليها رغم أنها من الأشجار المقاومة للتغيرات المناخية.