المخرج السوري جود سعيد
المخرج السوري جود سعيدأ ف ب

المخرج جود سعيد: ميزانيات الأفلام السورية "مضحكة"

انتقد المخرج السوري جود سعيد المؤسسة العامة للسينما والقائمين على صناعة الثقافة في سوريا، واصفًا ميزانيات الأفلام الممولة من القطاعين العام والخاص بأنها "مضحكة".

جاء ذلك في تصريحات له ضمن برنامج "دردشة بودكاست"، قال فيها، إن "السينما قُتِلَت في سوريا منذ نهاية السبعينيات وبداية ثمانينيات القرن الماضي، وذلك لأسباب اقتصادية بالدرجة الأولى، نتيجة غياب القطاع الخاص الذي له علاقة بالشكل الاقتصادي للدولة.

وأشار إلى أن السبب الآخر هو أحداث الثمانينيات التي منعت التجمُّعات، واستمر الخوف بعدها من الاجتماع في صالات السينما والمسرح وغيرهما.

ومن الأسباب الأخرى التي أظهرها سعيد، أن صعود التلفزيون في النصف الثاني من التسعينيات جعل الناس "تنكفئ عن الذهاب إلى الصالات، وتستمد متعة الفرجة من الشاشة الصغيرة"، مشيرا إلى أن الوضع زاد صعوبة مع "فورة وسائل التواصل الاجتماعي" منذ بداية الألفية الجديدة.

وعند سؤاله حول أثر الدراما التلفزيونية على السينما، أجاب بأنه لا يلوم الدراما التلفزيونية وإنما يلوم القائمين على صناعة الثقافة والسينما في سوريا، "فهي لم تُجهِّز أرضية لصناعة الفن بالمعنى المعرفي للكلمة".

وقال: كنت أتمنى وجود سينما تجارية تنتج أفلاماً تصل إلى ثلاثين فيلماً في السنة، وتحقق نسبة حضور جماهيرية؛ لأنها ستمنح الأفلام الجادة ما يقارب العشرين بالمئة من جمهورها الساعي لمتعة الفرجة الحقيقية.

وأوضح سعيد أن دور المؤسسة العامة للسينما هو دعم مشاريع الهوية الفنية، أي دعم ما سيبقى في الذاكرة، عن طريق البحث في ما نعيش، مع أسئلة كبرى وموضوعات تطرح هوية هذا المجتمع، وذلك يشبه ما يقوم به المركز الوطني للسينما في فرنسا (CNC).

أما دعم مشاريع الترفيه السينمائية، كما أسماها سعيد، فهو مسؤولية القطاع الخاص بالدرجة الأولى، مضيفاً أنه "في ظل غياب أي منتج سينمائي آخر غير المؤسسة العامة صرنا نطالبها بفيلم نتسلى به، لكن لا يجوز لمؤسسة ممولة من الشعب أن تقدم ترفيهاً بحتاً".

لا يجوز لمؤسسة ممولة من الشعب أن تقدم ترفيهاً بحتاً
المخرج السوري جود سعيد

ولفت المخرج السوري إلى أن إدارة المؤسسة العامة للسينما عُرِضت عليه، لكنه اعتذر عنها؛ لأنه في تلك الحالة لن يستطيع صناعة أفلامه الخاصة، مبيناً أن الإدارة ليست المساحة التي يرغب بها.

وعن الاتهام بأنه يستولي على حصة الأسد من إنتاجات تلك المؤسسة مع المخرجين باسل الخطيب، وعبد اللطيف عبد الحميد، دافع عن نفسه بأنه منذ أربع سنوات لم يعمل مع المؤسسة لأسباب خاصة، وأنه يسعى لإنتاج أفلامه بعيداً عنها.

وأضاف أنه مع الاسمين المذكورين موظفون في المؤسسة ولهم الأولوية في إخراج أفلامها، لكنه أوضح أن المخرجين أحمد إبراهيم أحمد، وفراس محمد، وأوس محمد أنتجوا أعمالهم في المؤسسة أيضاً.

أما عن اشتغاله كمخرج في الدراما التلفزيونية وإن كان يعمل على مقولة "السينما في بيتك" التي طرحها المخرج محمد عبد العزيز، بيَّن أنه غير مقتنع بتلك المقولة؛ لأن الفن السينمائي مختلف تماماً عن الفن التلفزيوني، فيما يمكن استعارة  بعض أدوات السينما في التلفزيون.

أخبار ذات صلة
"فيك أب" يعيد السينما السورية إلى المنافسة العربية

وقال: مُشاهد الدراما التلفزيونية سمعي أكثر من كونه بصريا، هذا ما فهمته بعد مسلسلي الأول "أحمر"، وطبَّقت فهمي الجديد في مسلسل "خريف العشاق"، وصار عندي قناعة أنه يكفي تقديم صورة محترمة لمشاهد التلفزيون مبنية بشكل جيد، أما التركيز الأساس فينبغي أن ينصب على الممثل وطريقة تقديم الحكاية.

وأضاف: أحد أهم أسباب وجودي هو السينما التي درستها لست سنوات في فرنسا، متخلياً عن دراسة هندسة الميكانيك، وحتى الآن لم أصنع فيلماً بناءً على طلب من جهة ما، وإنما هي مشاريعي ابتداءً من الفكرة مروراً بإيجاد التمويل وانتهاء بجميع تفاصيل المشروع.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com