بعد غياب عامين.. مهرجان "روحانيات" يعود إلى نفطة التونسية

افتتحت مدينة نفطة في الجنوب التونسي، اليوم الثلاثاء، مهرجان "روحانيات" الذي يستمر إلى 4 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وبعد غياب سنتين بسبب جائحة كورونا يعود المهرجان في دورته السادسة، تحت شعار "هيام"، مخصص للتعبير الموسيقي والفني للصوفيين، ولا سيما من العالم والتراث الوطني للصوفيين.

ولدت فكرة المهرجان في 2015، من شغف بالتقاليد الصوفية القديمة التي يتم التعبير عنها من خلال الموسيقى الروحانية، ويشتهر الجنوب التونسي بشعرائه وعلمائه، كما أنه مشهور بعلماء الروحانيات، ففي هذا المكان سحر لا مثيل له، هو مكان للتجمع والتأمل يزوره السكان من جميع المناطق المحيطة به ويحتفلون بالمهرجان ويستمتعون بالمناظر الخلابة.

يؤكد القائمون على المهرجان أن "روحانيات" يمثّل قاطرة للديناميكية الثقافية والسياحية والاقتصادية ويمكن الشعور بتأثيره الإيجابي من دورة إلى أخرى، حيث ينبهر زوار المنطقة ليس فقط بروعة الطبيعة فحسب لكن أيضًا بالتراث غير المادي الذي يزخر بها كل شبر من هذه الأرض، من حكايات وأساطير وأغان وإيقاعات وموسيقى وفن الطهي وتقاليد الأجداد.

ومنذ إنشائه استقبل مهرجان "روحانيات" حوالي 30 ألف شخص من جميع الأعمار، 5 % منهم سياح أجانب، ويستمر هذا العدد في الزيادة من دورة إلى أخرى لا سيما مع دعوة فرق موسيقية وفنانين من عدة دول، ما يضفي على المهرجان بعده الدولي.

وإلى جانب العروض والأمسيات الموسيقية، تجري سلسلة من الأنشطة التي تشدّ اهتمام الجمهور منها الندوات التي يديرها باحثون كبار في مجال الموسيقى الصوفية، ويستضيف مسرح الهواء الطلق عروضا رائعة تحييها مجموعات مشهورة عالميا، من سوريا ومصر والمغرب إضافة إلى إقامة عروض بدار الوادي، وهي منزل تقليدي فسيح يتسع لـ 300 مقعد، فضلا عن العروض المفتوحة في الشارع والموجهة لعامة الناس.

يرغب منظمو المهرجان في الترويج للثقافة الصوفية في منطقة الجريد وإبرازها، ويعتبر الجنوب التونسي بالفعل مهدا ومركزا لتيار روحاني عمره مئات السنين ومع ذلك لا يزال على قيد الحياة، وتفتح فرق نفطة المحلية والتقليدية الاحتفالات في أنحاء المدينة لجلب الجمهور إلى منصة الحفلة الموسيقية، وعلى امتداد أيام المهرجان ستكون الحرف اليدوية وفن الطهو في قلب حركة مدينة نفطة من خلال الأسواق وورش العمل ومساحات تذوق الأكلات التقليدية وعرض منتوجات حرفيي القرية.

ويسعى مهرجان "روحانيات نفطة" إلى أن يكون حدثا دوليا للفنون الصوفية ويمثل أحد أكبر المهرجانات في هذا المجال إلى جانب مهرجان قونية بتركيا، ومهرجان الموسيقى الروحية بفاس بالمغرب.